هل تذوقت الفوز , كيف طعمه ؟؟. هل تذوقت الخسارة ، كيف طعمها؟؟. لن تعرف قيمة «الفوز» ما لم «تخسر» , الانتصارات أرزاق توزعها السماء , كما فرحت و تذوقت طعم «البطولة» ، ما الذي يزعجك عندما ينتصر غيرك ؟؟!!. هي غريزة بشرية تريد أن «تنتصر» , لا ألومك في ذلك , لكن النفس البشرية السوية تتقبل «الخسارة» أيضاً ، من نوامس كوكب كرة القدم الذي نعيش فيه ، استحالة حدوث إثارة أو متعة ما لم يحدث انقلاب في سلم ترتيب الدوري كل موسم بتنوع الأبطال . يقول عالم السوسيولوجيا الألماني ماكس ويبر في كتابه (نظرية التنظيم الاجتماعي والاقتصادي) «أن الغرائز تسبب لحاملها المنازعات والمشكلات والقلاقل التي تكدر راحته وصفوة حياته» . أنت طبيب نفسك ، وأنت القادر على تشخيص حالتك النفسية بعد الفوز و الخسارة , كل تلك «الغرائز» التي تسيطر عليك وأنت تجرد نفسك من «الروح الرياضية» ستبقى داخل جسدك منازعات ومشكلات وقلاقل تكدر متعتك بكرة القدم !!. كان للنبي محمد صلي الله عليه وسلم ناقة تسمى «العضباء» , كانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها, فاشتد ذلك على المسلمين فقال رسول الله : إن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً في الدنيا إلا وضعه . في كتاب «الإسلام و الرياضة» يقول مؤلفه الأستاذ تركي بن ناصر السديري ما حدث في سباق العضباء التاريخي ، تأسيس لمبدأ الروح الرياضية ، في المنافسات الرياضية. بل لعله الفاصل بين : «التنافس» و «التناحر» ... فمن دون هذا المبدأ السامي، لا تكون هناك منافسة ، وأساس «الروح الرياضية» هو قبول النتيجة ، كسباً أو خسارة والرضى بها. فمن دون هذا الالتزام الخاضع ل«كينونة» المنافسة الرياضية , تخرج الأمور عن «كينونتها» الرياضية , ولا تبقى لها علاقة بها و لعل أكثر الصور التي توضح ذلك ما حدث في حرب» داحس و الغبراء» سباق الفرسين الشهير قبل الإسلام , غابت «المنافسة الشريفة» بعدم قبول النتيجة ، والتحايل على تغييرها أو التأثير عليها بأي طريقة يؤكد غياب «الروح الرياضية» . لا يبقى إلا أن أقول : في «تويتر» تشاهد «داحس و الغبراء» , تغريدات تعيش بعقلية «العصر الجاهلي» , لا تقبل الخسارة و لا تتواضع عند الفوز , تعصب رياضي قتل «الروح الرياضية» في السعودية . للآسف هذا «التعصب» بضاعة يروجها بعض الزملاء الإعلاميين يكتبون بعقلية «المشجع المتعصب» خيانة لأمانة القلم لا أقول لهم إلا كما قال شكسبير : «مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!!». ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.