حكومتنا اليوم تقوم بجهد جبار لدعم الشباب حيث أنه خيار استراتيجي ولا يمكن التنازل عنه، والدليل على ذلك الابتعاث الذي وصل إلى أرقام قياسية، وإنشاء جهات داعمة للشباب سواء بالمال أو بالتدريب أو التوجيه فأصبح لدينا أكثر من 36 جهة تدعم الشباب. وزارة العمل هي أحد اللاعبين الأساسيين في هذه المرحلة وخصوصاً فيما يخص الشباب، لذلك يجب أن نراقب علاقتها بالشباب وهل فعلاً قامت الوزارة بواجبها تجاه الشباب أم لا. وزارة العمل دعمت من يبحث من الشباب عن عمل ولكنها في المقابل حاربت المبدعين من الشباب الذين لا يبحثون عن وظيفة بل يبحثون عن خلق وظائف لغيرهم، ألا وهم شباب الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة، والذين يُعتبرون شركاء لوزارة العمل في القضاء على البطالة. المبدعون من شباب الأعمال أو أصحاب المشاريع الصغيرة رغم قلّة نسبتهم في العالم إلا أنهم يوظفون حوالي 50% من القوى العاملة في أمريكا ومثلها تقريباً في كندا، لذا نجد أن دول العالم المتقدمة تدعمهم. ولكن وعلى عكس دول العالم المتقدمة، وزارة العمل لدينا تنظر إلى هؤلاء المبدعين على أنهم متسترين وأنهم مخالفون للقانون ويجب محاربتهم، وهذا فيه ظلم كبير حيث لا يستوي المتستر وصاحب المشروع الصغير. نتفق مع وزارة العمل بأن التستر منتشر وأنه حال معظم المشاريع الصغيرة ولكن آخر عشر سنوات خرج لنا جيل من الشباب المبدع في مجالات كثيرة، سوق الأطعمة كمثال، أصبح لدينا شركات يقودها شباب ولديها عدة فروع، شركات التقنية كذلك، وغيرها في الكثير من المجالات، فمن الظلم أن نأخذ الجميع بجريرة المتسترين. قبل عدة أسابيع، بعض الشباب من يملكون مطاعم سريعة وهي شركة سعودية 100% وليست بنظام فرنشايز، بمعنى أن أكثر من 80 في المائة من دخلها يبقى في البلد، ونطاقها بلاتيني، رفضت وزارة العمل إعطاءها فيز لدعم توسعها رغم اكتمال متطلبات وزارة العمل، وفي المقابل إحدى الشركات الخليجية والتي افتتحت مؤخراً عدة مطاعم بنظام فرنشايز أجنبي، بمعنى أن أكثر من 90% من الدخل يذهب خارج المملكة نجد أن في يوم الافتتاح يوجد في المحل ما يقارب الثلاثين عاملا غير سعودي وهو رقم أكثر من ما يستحقه المحل بموجب اشتراطات وزارة العمل، وليس هذا فحسب ولكن يظهر في صورة الافتتاح قرابة 250 عاملا لجميع المطاعم الملاصقة لهذا المطعم الجديد والمملوكة لنفس المستثمر الخليجي. حتى في المناسبات التي تدعم المشاريع الصغيرة مثل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وجائزة رواد الأعمال الأكثر إبداعا في السعودية والتي أقامتها فوربز، ومنتدى التنافسية الذي تشرف عليه هيئة الاستثمار، نرى الجميع يدعمها ولكن لا نرى وزارة العمل تدعمها. كل الجهات الداعمة للشباب لن تستطيع دعم الشباب الدعم المطلوب بدون إزالة عراقيل وزارة العمل، فهي الجدار الذي يصطدم به أي مشروع في بدايته وخلا نموه. الشباب اليوم حاجتهم بأن تكف وزارة العمل أذاها عنهم أكثر من حاجتهم لأن تدعمهم.