أكد عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ورئيس اللجنة الصناعية سلمان بن محمد حسن الجشي على أهمية دور الدولة في توفير منظومة متكاملة من الاجراءات والفرص والتراخيص لدعم شباب الأعمال معربا عن أمله في تحقيق ذلك من خلال الهيئة الوطنية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة. قال ذلك خلال ديوانية شباب الأعمال التي اقيمت الاثنين الماضي بالقطيف، بحضور أمين عام الغرفة عبدالرحمن بن عبدالله الوابل، وعدد من رجال الاعمال.. مبديا تفاؤلا بتحقيق المزيد من الدعم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، في المستقبل القريب إن شاء الله، فقد صدر قرار مجلس الشورى بإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة، وهناك اهتمام بهذه الهيئة من قبل ثلاث من الوزارات هي (المالية، التجارة والصناعة، العمل)، حيث يرأس مجلس إدارتها وزير المالية، وأعرب عن أمله في انطلاق هذه الهيئة باتجاه أهداف واضحة منها خلق فرص استثمارية في مناطق لم يطرقها الناس، بمعنى تحقيق التنمية المتوازنة، والعمل على مناطق ومشروعات لم يتم طرقها من قبل، حينها سوف نحقق العديد من النتائج الايجابية، وابرز شاهد على ذلك ان سابك حينما تم قرار انشائها في عهد الملك خالد -يرحمه الله- في وزارة الدكتور غازي القصيبي كان بها 42 موظفا نجدها اليوم تستقطب 20 ألف عامل وموظف. ورغم ايمانه بدور الدولة وأهميته، إلا ان الجشي دعا الى تعميق روح المبادرة لدى شباب الأعمال، وقال ان المبادرة تأتي من داخل الإنسان، وليست بحاجة لأحد بأن يبعثها ويثيرها، بمعنى إن علينا ان نملك روح العمل، ف 60% من سكان المملكة في سن الثلاثين عاما، والباحثون عن العمل حسب بعض الاحصاءات مليون ونصف طالب وطالبة عمل، بالتالي لا بد من المبادرة لحل مثل هذه المعضلة، دون التخلي عن الدعوة بأن تكون لدينا إجراءات رسمية تدعم فرص العمل امام الشباب فمثلا نجد ان 80% من الخدمات في شركة أرامكو السعودية يتم استيرادها من الخارج، فما المانع من تحويل هذه الخدمات على هيئة مشروعات يقوم بها الشباب السعودي، هذا كل ما نأمله من الهيئة الوطنية للمنشآت الصغيرة بأن تثيره امام الشركات الكبرى. وأورد الجشي بعض الشواهد في بعض البلدان الأوروبية في اعتنائها بالشباب المبادر، ففي برشلونة يتم تدريب الشاب لتقييمه، ومن ثم يتم وضع خطة عملية تنفيذية له، بعد معرفة ابرز المجالات التي يمكن ان يبدع فيها، ثم تأتي جهات تمويلية تكمل الباقي. وعن أسس النجاح قال الجشي إن النجاح يعتمد على جوانب عملية وفنية ومالية، فالمشروع مثل الطفل ينبغي ان يتابعه والده ويرعاه ويقوم بتربيته والتفرغ له حتى يكبر.. ولا ينفي الجشي وجود عوامل غيبية تحقق النجاح في المشروعات مثل دعاء الوالدين. ودعا الجشي خلال الديوانية التي أدار حواراتها عضو مجلس شباب الاعمال عمر الجريفاني الى الفصل بين أموال المشروع والأموال الشخصية، بمعنى ينبغي ان تكون هناك ميزانية مستقلة للمشروع، وقد يقتضي الوضع ان يتخلي صاحب العمل عن راتبه لصالح المشروع، لا أن يكون هو عبء على المشروع، ويسهم في خسارته وبالتالي فشله. وتحدث الجشي خلال الحوار في الديوانية عن العمل التطوعي وقال إن العمل التطوعي ينبغي ان يغرس في نفوس كل المواطنين، من المنازل والمدارس، وعلى الحكومة ان تسهل عملية الترخيص والإجراءات لكل المشروعات غير الربحية، فهذا يساعدها للسير بشكل أفضل.. منوها بدور رجال الاعمال في دعم الاعمال الخيرية، إذ ان معظم الجمعيات الخيرية قائمة في جزء كبير من انشطتها على عطاءات رجال الأعمال وبعضهم لا يريد البروز، ومن الظلم القول بأنهم غير داعمين للعمل التطوعي والمشروعات الخيرية.. مؤكدا أن أعمال الخير متأصلة في المجتمع، صحيح ان المسؤولية الاجتماعية في الغرب واضحة اكثر منها في بلادنا ذلك لأن مساهمة الشركات في الاعمال التطوعية يتم خصمها من نسب الضرائب المفروضة عليها.