نفرح دائما عندما تظهر شركة أو جهة وتعلن دعمها للشباب بالمساعدة في فتح مشاريع استثمارية لهم عن طريق إقراضهم وجعل التسديد سهلا وعلى مدة زمنية طويلة وبأقل قدر من الفوائد أو بانعدامها في النادر من الأحيان، ونجد أن غالبية هذه الشركات لا تعطي القروض إلا وفق شروط معينة ودراسات جدوى وتخطيط محكم ومدروس يضمن وجود نسبة معينة ومرضية من النجاح للمشروع، لكن عندما تعطي شركة ما قروضا لعمل «فرنشايز» لماركات معينة في الملابس الرجالية، وتكون هذه القروض أو المشاريع الصغيرة مفتوحة ومشجعة للشباب ولكن بدون أي تخطيط مسبق أو شروط تدعم النجاح، فهذه مشكلة كبيرة سيقع فيها العديد من الشباب الطموحين، وقد وقعوا. لا نستطيع أن ننكر دور بعض الشركات والمؤسسات التي تساعد الشباب وتساهم في بدء نشاط تجاري أو مشروع صغير يوفيهم احتياجاتهم وقوت يومهم، فهناك العديد من القصص الناجحة لذلك، ولكن هناك فرق بين المساعدة الحقيقية والمساعدة فقط لمجرد الظهور عبر وسائل الإعلام بأن هذه الشركة أو المؤسسة تحمل هم شباب المجتمع وتدعم مشاريعهم الصغيرة وتقرضهم بدون أي فوائد وما إلى ذلك من الأمور التي تتغنى بها بعض هذه الجهات. عندما تجد في شارع واحد ثلاثة محال لماركة تجارية واحدة وكلها بطريقة الفرنشايز ويكون هذا الشارع ناشئا ولا توجد به حركة تجارية قوية ويجاوره شارع آخر يحتوي أيضا على محل بنفس الطريقة والماركة، وجميعها مفتوحة بقروض من نفس الشركة، هنا ستعلم بالتأكيد أن هناك خطأ ما يرافقه سوء تخطيط وعدم إلمام واضح بالسوق، «بعد خمسة أشهر من افتتاح هذه المحال، أغلقت جميعها، بل إن أحدها تحول إلى محل آيسكريم». نشجع الشباب على اللحاق بأحلامهم والانخراط في السوق، ولكن نتمنى فقط منهم التفكير مليا والتخطيط واتخاذ القرار المناسب ومعرفة أن ليس كل ما يلمع ذهبا، ونقول لمثل هذه الشركات: كونوا داعمين حقيقيين عن طريق توفير المشورة المفيدة فعلا للشباب قبل توريطهم في سوق العمل وظروفه الجديدة.