ستبقى وزارة التربية والتعليم الأحسن حظاً منذ أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- أول وزير لها على امتداد تاريخ هذه الوزارة وهي في دائرة اهتمام ولاة الأمر- رعاهم الله- حيث وصل التعليم إلى كل قرية وهجرة ومن خلال أصحاب المعالي الوزراء حتى يومنا هذا. وبمقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل السياسي والإداري والتربوي الذي عرفناه والداً كريماً وقائداً حكيماً وخطيباً مفوها وشاعراً سمت كلماته في سماء الإبداع وارتسمت سروراً على الأحاسيس وفي المشاعر والوجدان. لتمضي وزارة التربية في طريق التقدم بنظرة تستشرف التألق والإبداع إدارياً وتربوياً وتترقب وبشوق من صاحب السمو الملكي حل إشكالية الكليات والجزئيات، فالمشكلات التربوية الجزئية التي يعاني منها الميدان التربوي ولم تجد سوى حلول مؤقتة تحتاج أسلوبا فكريا يتسم بالشمولية والتكامل الذي ينعكس إيجاباً وبكل دقة في علاج كل تفاصيل وجزئيات قضايا العملية التعليمية والتربوية وهذا حتماً سينعكس على الميدان التربوي ليزيل الرؤية الضبابية في التعاطي مع الجزئيات والكليات. وإذا نظرنا إلى العمل التربوي والتعليمي نجده بشقيه الفني والإداري يحتاج وبشكل ما سريع إلى إدارة عامة للمتابعة الإدارية والتربوية، لينصب عملها على الميدان تقييماً فنياً ومتابعة إدارية في آن واحد، بحيث تحل إشكالية الانفصام بين المخالفات الفنية وما يقابلها من نظم إدارية، وكذلك في الجانب الآخر الإيجابي وما يطابقه من أدوات التقييم لتكون المحصلة النهائية التوازن بين الجوانب الفنية والإدارية التي هي المحرك للعمل التربوي في الميدان الذي قد يعاني من بعض الذين لا وجهة محددة لهم ولا يدركون بدهيات التفريق بين الهدف الكلي الذي يحدد ويضبط لهم صحة أو خطأ الخطوات الجزئية الذي من شأنه الارتقاء بالحكم على مستوى الأداء والتنظيم، وبنظرة سريعة في مهام الإدارة العامة للمتابعة نجد أن أول المهام «القيام بإجراء الرقابة والتحريات اللازمة في مختلف قطاعات ا لوزارة للتأكد من نظامية العمل وسلامة الأداء» ثاني المهام «القيام بجولات متابعة لمختلف الإدارات في جهاز الوزارة وإدارات التربية والتعليم بالمناطق والمحافظات للوقوف على مواطن القصور واكتشاف حالات الإخلال بأداء الواجبات الوظيفية أو التراخي في إنجاز الأعمال ومن ثم العمل على تصحيح المسارات وتقويم الاعوجاج بالتعاون والتنسيق مع الإدارات ذات العلاقة. فكيف يتأتى ذلك إلا من خلال إدارة عامة للمتابعة الإدارية والتربوية في آن واحد. إننا في الوسط التربوي تعلو محيانا بسمات الأمل والتفاؤل بمقدم صاحب السمو الملكي في رعاية أبوية من خلال النظر في النقل المدرسي والسلم التعليمي للمعلمين وصحة الميدان التربوي حسياً ومعنوياً. وأن يتاح للميدان التربوي وإظهار مشاعره في حب الوطن قولاً وعملاً وإنتاجاً وانتماء. نحتاج إلى عودة الحيوية الفكرية والجسدية والاجتماعية لمدارسنا وطلابنا التي تلاشت بفقدان المسرح المدرسي والمسابقات الثقافية والمهرجانات الرياضية مع أنني أتمنى أن ينتهي زمن المبنى المدرسي الحالي وينظر في تصميم آخر من دور واحد لتتسع دائرة المباني في كل حي وبكلفة مادية أقل وعطاء تربوي فاعل منتج لخدمة الأجيال وخلق بيئة جاذبة ومحفزة بخمسة ملايين طالب وطالبة ننتظرها جميعاً مع أمير التربية وما يمتاز به من تجربة إدارية طويلة عمادها بناء الإنسان وتنميته.