أوضح الدكتور علي بن صقر الملحق الثقافي السعودي بالنمسا أن اختيار المملكة لتكون ضيف الشرف لمعرض فيينا هذا العام يأتي تقديراً لمكانتها وتثميناً للمشاركات المميزة والدائمة لها في دورات معرض فيينا الماضية، وعبر ابن صقر عن سعادته بالحماس الكبير الذي لمسه من اللجنة المنظمة للمعرض لمشاركة المملكة، وكذلك اهتمامها الواضح بالفعاليات والمحاضرات والندوات التي تنظمها الملحقية الثقافية للمملكة في المناسبات المختلفة لكل المنابر الأدبية والثقافية في مدينة فيينا. وأضاف الدكتور ابن صقر أن الملحقية حشدت الجهود والهمم للرقي بمستوى المشاركة على النحو الذي يليق باسم المملكة، وقامت بترجمة عدد كبير من الكتب والمطبوعات السعودية إلى اللغة الألمانية لتحقيق الحضور الفاعل مع زوار المعرض، ولم تكتف الملحقية بهذا الأمر بل حرصت على إبراز الموروث الثقافي السعودي بما يحقق التنوع في المشاركة، حيث ستقوم وبطلب من إدارة المعرض بنصب خيمة شعبية بما يجسد جزءاً من تراث المملكة وتاريخها، كما ستوفر الملحقية في جناحها معارض جانبية لعدد من الجهات الرسمية والجامعات السعودية، مستثمرين في ذلك تخصيص اللجنة المنظمة للمعرض مشكورة جناحاً تبلغ مساحته ثلاثمائة متر مربع للمملكة، وسوف تتنوع الكتب والمطبوعات والمخطوطات المعروضة في الجناح، وسيتم التركيز على التراجم السعودية بغرض التواصل مع المجتمع النمساوي والألماني بصفة خاصة والقارئ الأوروبي بصورة عامة. وأشار الدكتور ابن صقر الى أن الفعاليات والندوات التي ستنظمها وزارة التعليم العالي ستكون منوعة وتغطي عدداً من الجوانب الأدبية والثقافية والاقتصادية والإنسانية، وسوف تعمل الملحقية على التعريف بها ودعوة المهتمين بموضوعاتها لحضور جلساتها وفعالياتها. وفي ختام تصريحه تقدم الملحق الثقافي بالشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف لاهتمامهما ودعمهما غير المحدود لإنجاح هذه المشاركة، كما قدم شكره للقائمين على تنظيم مشاركة المملكة في وزارة التعليم العالي على تعاونهم مع الملحقية في نطاق الجهود المشتركة لإنجاح هذه المناسبة الوطنية الثقافية. من جانبها أوضحت المديرة العامة للمعرض الدولي للكتاب في فيينا د.إنجه كرالوبّر، أن المملكة العربية السعودية حازت لقب «الدولة الشريكة» لمعرض هذا العام 2013م، ولهذا فإن تمثيلها في المعرض سيأخذ حيزاً مركزياً فيه رغبة من معرض كتاب فيينا الدولي في دعم حوار الثقافات المهم للنمسا أيضاً، مؤكدة أنها ككل العارضين لدينا شريك قوي وضيف مرحب به دائماً في فيينا، وستشارك المملكة ضيف الشرف بجناح مساحته 300 متر مربع، كما سينصب خيمة تراثية ثقافية بمساحة 80م2 عند مدخل المعرض. وأشارت الدكتور كرالوبر إلى أن المعرض يعتمد لأول مرة نظام ضيف الشرف وأنه لن يكون في عام 2014م أية خصوصية لدولة ما من المشاركين، وستكون هناك العديد من الدول بصفة دولة شريكة. وأوضحت مديرة معرض فيينا أن ألمانيا تشارك في المعرض بأكبر عدد من العارضين، حيث تشكل كل من ألمانيا وسويسرا والنمسا لداعي اللغة المشتركة سوقاً مشتركة للكتاب، وأفادت الدكتورة كرالوبر في ختام حديثها بأن يوم الخميس الموافق 21 من نوفمبر هو يوم مجاني للطلاب وكبار السن لزيارة المعرض. جدير بالذكر أن معرض فيينا الدولي للكتاب إنطلق في عام 2008م بمشاركة 271 عارضاً، فيما شاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة كعارض في عام 2009م ويقع المعرض على مساحة8800 متر مربع. كما تشارك المملكة عضو الشرف في معرض فيينا الدولي للكتاب بالعديد من الفعاليات العلمية والثقافية التي تغطي عدداً من المحاور التاريخية والتنموية والتعليمية، حيث يتضمن البرنامج الثقافي ندوات ومحاضرات تبدأ بندوة تستعرض مسيرة قطاع التعليم العالي في المملكة (التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ملامح وآفاق)، يشارك فيها كل من الملحق الثقافي في أمريكا الدكتور محمد بن عبدالله العيسى ووكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي، فيما تتناول ندوة المملكة العربية السعودية تاريخ وحضارة (العناصر الدفاعية في العمارة التقليدية في عسير) ويشارك فيها كل من الدكتور مسفر الخثعمي من جامعة الملك خالد، والكاتبة النمساوية الدكتورة الكا ماتينز فاين بيرغير, كما يشارك كل من الدكتور انطون بروهاسكا السفير النمساوي السابق بالمملكة والدكتور طلال بن محمد أسد الأستاذ الجامعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ندوة بعنوان (المملكة برؤية نمساوية). وحول أصول الخط في الجزيرة العربية يحاضر الدكتور عبدالله بن محمد نصيف عضو مجلس الشورى، والدكتور سعيد بن فايز السعيد (جامعة الملك سعود)، فيما يتناول معالي الدكتور وليد أبو الفرج نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في محاضرته آفاق الطاقة البديلة في المملكة العربية السعودية. وفي جانب القراءات الثقافية والأدبية يحاضر الأستاذ عبدالله بن محمد الناصر عضو مجلس الشورى حول (ملامح من الشعر القديم)، فيما تتحدث الأستاذة أميمة بنت عبدالله بن خميس (قاصة وكاتبة) في محاضرة أخرى عن قراءات في الأدب السعودي جلسة الرواية (قراءات سردية). وللشعر نصيبه في البرنامج الثقافي حيث يشارك كل من الأستاذ أحمد البوق والأستاذ زياد آل الشيخ في جلسة الشعر (قراءات شعرية)، كما يشارك كل من الدكتور عبدالرحمن المحسني والدكتور أحمد آل مريع من جامعة الملك خالد في قراءات في الأدب العربي القديم، هذا بالإضافة إلى عدد من الفعاليات الثقافية التي تعقد في الخيمة الأدبية بجناح المملكة.