كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول ولا عزاء لقلب نصب الحزن أطنابه لرحيل عزيز لا رجاء في عودته.. لا عزاء لهذا الفؤاد الذي سيطرت عليه الذاكرة لتعود بي إلى الأيام الخوالي لأستذكرها وكأنها تتعمد زيادة حزني.. إنها تختزل تسعة وعشرين عاماً من العمر الذي عشته في معرفتك يا عماه في هنيهات فتستدر العينان دموعهما عليك يا عماه.. لا عزاء عنك يا عماه.. وكيف يكون العزاء فيمن هو مثلك أيها الإنسان النقي السريرة، المتسامح، يا قدوتي في التواضع ودماثة الخلق.. مصابنا جلل برحيلك.. سمتك الهدوء وبنفس الهدوء غادرتنا. رحيلك المفاجئ يا شيخنا أشعرني بوحشة مرعبة، حيث الرحيل الذي لا لقاء بعده ولا سماع لصوتك الأبوي الحنون.. اغتال الحزن نفسي، حيث كنت في الرياض حال سماعي الخبر فلا أدري كيف ستكون الرس بعدك يا شيخنا الفاضل.. أشعر بوحشة وغربة فيها قبل أن أصل إليها لإحساس الفقد فيني لك.. حتماً الحزن مجللها.. اللهم لا اعتراض على أمرك ولكنه عمي الشيخ الغائب كان رحيله إعلاناً لنهاية بلا مقدّمات.. فقيدنا الغالي.. لا أدري كيف سيكون ملتقى صحبك ورفقة دربك كل يوم أحد بعدك.. ولا كيف ستكون حالة زوجي محمد المالك بعدك يا شيخ عبدالله الضويان يا رفيق عمره.. الكثير في حياتنا بعدك سيتغيّر يا شيخنا لأنك بمقام الأب والأخ وأنت الصديق الصدوق لكل من عرفك. ورحل الشيخ عبدالله عبدالرحمن الضويان عن هذه الدنيا ليترك لنا سيرته العطرة التي ستبقى عالقة بنسائم كل الفصول الأربعة وبذرات الرمل التي شهدت أمسياته مع أحبابه.. ستبقى أيها العملاق بأخلاقك وتواضعك وسمتك ولطفك.. فاللهم اغفر له وتجاوز عن سيئاته وضاعف حسناته، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الخطايا والذنوب.. اللهم اجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة وأنزل حسن عزائك على قلوب أبنائه وبناته وزوجته ومحبيه يا رب العالمين.