لم يعد خافيًا الاحتلال الإيراني الطائفي لسورية، وفي نفس الوقت لا يمكن غض النظر عن الغزو الإرهابي لسورية من قبل الجماعات الإرهابيَّة المتطرفة. وهكذا تحوَّلت الأرض السورية إلى ساحة حرب حقيقية لم تعد قاصرة على المليشيات المتطرفة المصنّفة على قوائم الإرهاب التي تعمل على فرض أجندات طائفية، بل أصبح الأمر متاحًا لمشاركة جيش نظامي في المعارك إضافة إلى تورط حكومات في البلدان المجاورة التي تغض النظر عن اختراق حدودها، إن لم تشارك بعض قطاعاتها العسكرية في بعض العمليات، ومع هذا «يحذر» وزراء من هذه الحكومات بأن سورية ستتحوَّل إلى أفغانستان، وأن بعض المحافظات في تلك الدول ستصبح «امارات إرهابية». تلاعب بالكلمات بالرغم من أن الأمر واضحٌ لا يحتاج إلى تفسير ولا حتَّى للرد على أقوال هؤلاء الوزراء الذين يفضحون انتماءاتهم الطائفية والعرقية التي تجعلهم يساندون المليشيات الإرهابيَّة. ففي سورية الآن شعبٌ ثائرٌ منذ أكثر من عامين ونصف العام ونظام يعمل بكلِّ السبل لإخماد ثورة شعب، ومنها الاستعانة بعناصر عسكرية نظامية إيرانية ممثلة ب»حراس الثورة»، الذي يعد أكبر وأكثر تنظيمًا من الجيش الإيراني، فالحرس الثوري الإيراني الذي يضم فيالق متخصصة لتنفيذ الأعمال الإرهابيَّة والقيام بعمليات التدخل العسكري في الدول المجاورة، يتكفل الآن بإدارة العمليات العسكرية في سورية، وتخصص فيلق القدس، الذي أصبح قائده الجنرال قاسم سليماني يقيم إقامة دائمة في سورية، ويشرف على إدارة العمليات ويتكفل بتخصيص الأموال ويسهل وصول الأسلحة والأفراد. وتذكر المصادر الاستخبارية أن هناك ضباطًا كبارًا وقطاعات عسكرية متخصصة في حرب المدن يصل عددها إلى 60 ألف عنصر، وقد كشف عدد القتلى الإيرانيين، الذين ترسل جثامينهم الحجم الكبير للوجود العسكري، وقبل أيام شيعت جِنازة جنرال يعد من كبار قادة الحرس الثوري قتل في ريف دمشق، كما أن عناصر ميليشيات حزب حسن نصر الله، الذي يتبع عسكريًّا لإدارة فيلق القدس يزداد تدفقهم إلى سورية، وتتوجه أرتال الحزب ومعداته العسكرية عبر الحدود اللبنانية السورية تحت أنظار الجيش اللبناني، الذي يقول قادته: إنهم لا حول ولا قوة لهم تمنعهم من تدخل ميليشيات حسن نصر الله في المعارك رغم رفع لبنان شعار النأي بالنفس..!! ومن العراق يتدفق عشرات الآلاف من المقاتلين، الذين يقاتلون تحت راية «أبوالفضل العباس» بحجة الدفاع عن «قبر زينب» وكأن الدفاع عن هذا القبر يحتاج إلى هذه الآلاف التي تخترق الحدود العراقية السورية برضا ومساعدة السلطات العراقية، حيث يشرف على إرسال هؤلاء المقاتلين وزير النقل، رئيس حركة بدر الإرهابيَّة هادي العامري، الذي لا يزال ضابطًا برتبة عميد في الحرس الثوري الإيراني. إرسال هؤلاء الإرهابيين الطائفيين إلى سورية من إيرانولبنانوالعراق جعل المتشددين الآخرين يرسلون مقاتليهم لتظهر تشكيلات «النصرة» وجيش «دولة العراق والشام الإسلاميَّة». وهؤلاء المقاتلون لم تنشق الأرض وأظهرتهم إلا أنهَّم تسربوا من الحدود، ومع هذا تحذر الدول المجاورة التي سهّلت عبور المقاتلين من الطرفين من تحوَّل سورية إلى أفغانستان في حين عملوا وبتواطؤ إلى إنشاء وحل الإرهاب في سورية.