تزايد القبض على أسرى إيرانيين في سوريا يكشف المدى الكبير الذي وصل إليه الوجود العسكري الإيراني والمشاركة في المعارك التي تدور على هذا القطر العربي. السفارة الإيرانية أصدرت بياناً يوم السبت الماضي ذكرت فيه أن ثماني وأربعين إيرانياً (اختطفوا على طريق مطار دمشق) وأن هؤلاء الإيرانيون كانوا يزورون دمشق لزيارة أحد الأماكن (المقدسة) لدى الإيرانيين في دمشق!! قبل مدة أسر أيضاً عدد من الإيرانيين وزعمت السفارة الإيرانية في دمشق أنهم يعملون في سوريا في إحدى المصانع المشتركة كمهندسين..!! وقد قامت تركيا بدور وساطة أدت إلى إطلاق سراح (المهندسين) الذين كانوا في الحقيقة ضباطاً في الحرس الثوري حسب ما أظهرته بطاقات العمل التي كشف عنها الذين قاموا بأسرهم، والآن تطالب إيران من تركيا التوسط لإطلاق سراح الثماني والأربعين الذين أسرتهم إحدى كتائب الجيش السوري الحر، فالإيرانيون يزعمون بأنهم زوار...!! كانوا يقوموا بزيارة العتبات المقدسة في دمشق..!! ولا نعلم متى أصبح للإيرانيين عتبات مقدسة في دمشق, في حين يؤكد السوريون أن الذين تم أسرهم من الإيرانيين هم فصيلة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني كانوا في طريقهم إلى إيران بعد أن أكملوا مدة انتدابهم، وأن عمليات تبديل هذه الفصائل المقاتلة يتم بشكل دوري وقد تم رصد عملية التبديل حيث تم الترصد لهذه الفصيلة وعمل كمين لها وأسرها على طريق المطار، وتوعد رجال الجيش السوري الحر بأن عمليات أسر قادمة لعناصر الحرس الثوري الإيراني ستتم في الأيام القادمة بعد أن أصبح الوجود الإيراني ظاهراً وواضحاً تكشفه العين، وعلم به كل السوريين، وبالتالي فإن أسرهم تعد عملية مشروعة حتى وإن تستر الإيرانيون خلف ادعاءات الزيارة والصلاة في الأماكن المقدسة، إذ يرد السوريون الثوار بأن الأراضي السورية جميعها مقدسة ومحرمة على من يدعم النظام الشرير الذي يريد أن يحول سوريا إلى ولاية تابعة لإمبراطورية الصفويين تحت حكم ولاية الفقيه. عمليات أسر المتورطين في سوريا من الإيرانيين وعناصر حزب الله وحتى جماعة مقتدى الصدر العراقية وعناصر المليشيات الطائفية العراقية تكشف إلى حد بعيد المشاركة الطائفية من العناصر القادمين من إيران ولبنان والعراق والتي لم يتحدث عنها، رغم كثرة الضجيج عن وجود مقاتلين (جهاديين) القادمين من خارج سوريا، وهؤلاء المجاهدون يتجهون للقتال مع الثوار السوريين بجهود شخصية في حين يتدفق المقاتلون الإيرانيون واللبنانيون والعراقيون بجهود وبتنظيم وإشراف حكومي لا يزال مسكوتاً عنه، فجاءت عمليات الأسر لتفضح المستور. [email protected]