كلٌ منا له إيجابيات وسلبيات وغالباً سلبياتنا تظهر عفوياً بناء على مواقف أسهمت في إبرازها. أما الإيجابيات فلربما أغرقتها السلبيات، أو أخفقنا في توظيف إمكانياتنا لإظهارها، كما نعلم فالحوار فن يصعب إتقانه وبالمقابل حسن الإنصات فن قل من يطبقه..! ولعلي هنا قصدت بالإنصات مثالاً أو حلاً إيجابياً لسلبية مقاطعة الحوار. فبدأ بالإعلام والبرامج الحوارية التي تتقصد وتُظهر فن المقاطعات بين المتحاورين والضيوف سواء على شكل مناظرة أو بحوار تقليدي، متمثلة في إيماءات جسدية أو بعبارات مباشرة..! وانتهاءً بمثال نعيشه على أرض الواقع مع من نتعامل معهم في حياتنا اليومية. وكما نعلم فالمقاطعة لا تقتصر على مجتمع نسائي أو رجالي، ولا تحكمها فئة عمرية معينة، ولكنني استشفيت بأن المقاطعة باتت عادة عادية في المجتمع النسائي بل وإن البعض تعلق في مخيلتها قاعدة لن أنصت إلا لما أرغب أو أهتم له، متناسية بذلك آداب الحوار واحترام ذات المتحدث والأهم فرصة اكتساب معلومة جديدة. ومن رأيي كحل دبلوماسي لبق لتفادي مقاطعة المتحدث في كون إحساسنا بأن الحديث بات مملاً أو عديم الفائدة أن نحاول إثراء الحوار بمشاركة أفراد آخرين في الحوار أو طرح أسئلة لقطع تتر الحديث المتصل من المرسل أو النطق بعبارات من شأنها تغيير مسار الحوار إلى منحى آخر وجعله ممتعاً. وبالمقال ليتفادى الشخص مقاطعة الناس له وليضمن نقاشاً سلساً خالياً من المقاطعة عليه التحلي ببعض الصفات التي من أهمها برأيي: التخلي عن النرجسية والذاتية لأنها تضعف الحوار، كذلك التحلي بالحنكة واللباقة وحسن اختيار الكلمات والبعد عن أي شيء من شأنه التقليل من أهمية من نحاوره. كذلك من أهم الحلول وأفضلها للارتقاء بحسن المحاورة الاستشهاد بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية إن كان الحوار يدعمه ذلك أو في إطار ديني يستدعي الاستشهاد. أخيراً.. تعدد الآراء وتباينها من شخص لآخر من شأنها دائماً خلق ما يسمى بالمقاطعة.