عندما نتحدث عن شخصية الإنسان فإننا نتحدث عن الثقة بالنفس التي هي سبب في ظهور الإنسان كما يجب أن يكون، فيتمثل بالابداع والوصول إلى قمة العطاء فالثقة هي القواعد الثابتة التي تنطلق منها قوى النشاط المؤثرة في سيرة حياته الدراسية أو العملية والاجتماعية ومن محور ثقته بنفسه قد وصل إلى مواقع ريادية، فالتربية لها مكانة في تكوين الشخصية للإنسان، وقد تتبلور شخصية الإنسان في نوعية التفكير والتصرف واتخاذ القرار، وقد تختلف من شخص لآخر، كما أورد علماء النفس من أن شخصية الفرد تعود إلى السوائل الحيوية، وقد ذكر أرسطو أن اختلاف الشكل أو بناء الجسم تحدد في أغلب الأحيان شخصية الشخص، ومن مقومات الشخص التكوينية تبرز شخصية في المجتمع أو تتلاشى فيه، ولا تكاد تستقر على أنموذج معين، ومن المعروف أن شخصية الإنسان تسيره إلى موقع ريادي محدد أو شامل، وحديثي هنا عن شخصية نادرة وندرتها في فكرها وجهدها ونجاحها، شخصية سيرها حسب هواه مما جعلها مميزة في قوتها وابداعها أن صاحب هذه الشخصية هو خالد الفيصل الإنسان الذي منذ نعومة أظافره وهو مبدع في كل طريق سلكه بها أو قيادة، إن هذا الإنسان أبدع في فكره فأصبح يؤثر في مكوناته فسخر تفكيره في خدمة الوطن وفي أي موقع تولى ريادته جعل من فكره مدرسة لا تستوعب صفوفها إن لم يكن في الدرجة الأولى مواطناً صالحاً غيوراً على دينه ووطنه وملكه وحكومته، وهذه المدرسة مدرسة خالد بن فيصل بن عبدالعزيز من أولوياتها العبقرية والريادة والإخلاص والتفاني في النهوض بهذا الوطن إلى مصاف العالمية، هكذا هي مدرسة خالد الفيصل الرجل الذي يسبق الإبداع. فيتجلى في منظومة رائعة يعجب لها الوطن والمواطن وكما أنه رسم بريشته الخيال ذاته ثم أبدع في رسمه رسم قافية الشعر ثم نظم الدرر التي أثرت الساحة الأدبية بموروث لا يزال يردده الصغير والكبير، إنسان وجد بشموخ شموخ الحلم وصنع الحضارة وما أجملها في عسير وما أجلها في مكةالمكرمة ومشاعرها وما أجمل بحر جدة وهو يزهو بهذا الرجل العظيم، فهو من يرسم الخلود في منظومة الحضارة والجهد، صحيح لم تسعفني الأيام بأن أراه عن قرب لكني رأيته في قمم السودة فسألتها ما أجملك فقالت اسأل من رسم فيه هذا الجمال، ولم أكتف بالسودة، لقد ذهبت إلى كل مكان لامسته ريشة هذا الرجل. فالكتابة عن شخصية خالد الفيصل صعبة وممتعة، صعوبتها بأننا نتحدث عن محيط كبير تعجز الأقلام أن تفيه حقه فهو عرف بغزارة الإبداع والإتقان والحلم والروية والعمل الجاد والإنتاج المستمر والتنوع في البناء وجهده المميز ليسمو هذا الوطن فوق كل الأوطان، وتطرب عندما تكتب عنه فقد تبحر في الفن الذي أصبح مميزاً، تحس وأنت تقرأ شعره بأن ليس هنالك شاعر قبله، وعندما تنظر إلى لوحاته تحس أن الطبيعة بين يديك، لقد قطع على نفسه عهداً أن لا مستحيل ما دام في الجسد حياة. لقد سمعت في يوم ليس بعيداً عندما سألك أحد الإعلاميين في إحدى المقابلات: «ما هي آخر قصيدة تراودك الآن فقلت بلغة الواثق مكة وراحة الحجيج. لقد وضعتها في قاموس فكرك وجهدك وأصبحت الكلمات في كل مقال تسيرها كما تشاء، فنرى فيها جل المعاني وكأني أرى الحروف تتراقص طرباً وكأنها حبات لؤلؤ مرصوصة يضيء البهاء والرونق في كل حرف وجملة. عذراً يا صاحب السمو الملكي خالد فلن أستطيع أن أوفيك حقك مما فعلته تجاه هذا الوطن في مقالة أو مجلدات.. عذراً يا صاحب السمو إن أوجزت ولكن للفكر رؤية وللرؤية فكر جمعت ما بين الفكر والحكمة وأنجزت فأتقنت ووعدت فأوفت شهدت لك جبال مكة وشهد لك الساحل الغربي بكل ما قدمته لإنجاز كل ما هو أساس للبناء وروعة العطاء من وقتك. شكراً يا صاحب السمو على ما قدمته لهذا الوطن من نتاج فكري، ووازعك الديني والوطني في ذلك متلازمان مع نهجك وفكرك.. شكراً على ابتسامة الرضا، وأقول في نهاية الكلام: حفظ الله لهذه البلاد قادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ورجالاتها الأوفياء الحريصين على هذا البلد وهم كثر.