أجرى رئيسا السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير محادثات (مثمرة) أمس الثلاثاء في جوبا حول الموضوعات الخلافية المستمرة بين الدولتين الجارتين، لكنهما لم يعلنا تدابير ملموسة تتعلق خصوصا بالتوترات حول منطقة ابيي الحدودية. وأكد البشير الذي يقوم بزيارته الثانية إلى جوبا منذ إعلان استقلال جنوب السودان بعد زيارة أولى في أبريل أن (اللقاء مع أخي سلفا كير كان مثمراً.. وقال: سنقوم بكل ما في وسعنا لإيجاد حلول لكل المسائل العالقة). في حين أكد كير لنظيره السوداني قائلاً (نحن مستعدون لبذل جهود إضافية من أجل التوصل إلى السلام مع السودان). ولم يتم إعلان أي تقدم ملموس حول ابيي التي تعتبر (واحداً من أبرز الموضوعات التي طرحت) أمس الثلاثاء رغم دعوة الاتحاد الإفريقي أول أمس رئيسي الدولتين إلى (اغتنام فرصة قمتهما لاتخاذ تدابير ملموسة) حول المنطقة.. وأعرب الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة عن قلقهما لإعلان قبائل الدينكانقوك من السكان الأصليين في المنطقة التي تنتمي إلى اتنية الدينكا التي تشكل أكثرية في جنوب السودان عزمها على تنظيم استفتائها الخاص لتقرير المصير في ابيي. ومن شأن هذا القرار أن يؤجج التوترات محلياً بين الدينكانقوك وقبيلة المسيرية الناطقة بالعربية التي تتنقل بين السودان وابيي مع مواشيها، وهي تؤيد ضم المنطقة إلى الخرطوم وبين الخرطوموجوبا أيضا، مع إمكان اندلاع نزاع جديد مفتوح بين العدوين السابقين. وحذر زعيم المسيرية أمس الثلاثاء من أن قبيلته يمكن أن تنظم هي أيضا استفتاءها الخاص إذا لم تتعثر مبادرة الدينكانقوك. ويشكل وضع منطقة ابيي التي توازي لبنان مساحة وتقع بين السودان وجنوب السودان إحدى نقاط الخلاف الرئيسية التي لم يعالجها اتفاق السلام الشامل المبرم عام 2005 لإنهاء الحرب الأهلية الذي أدى إلى استقلال الجنوب. ومستقبل ابيي التي يطالب بها البلدان يجسد التوترات المستمرة بين البلدين الجارين بعد أكثر من عامين على تقسيم السودان في يوليو 2011، خصوصاً حول المسألة النفطية والاتهامات المتبادلة بدعم مختلف المجموعات المسلحة وأكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن زيارة البشير لجنوب السودان كانت ضرورية لتأكيد ما تم الاتفاق عليه التي تعطلت بعض الشيء، وهي الخط الصفري الفاصل بين البلدين، نافياً أن يكون الخط الصفري متمثلاً في الحدود ما بين الدولتين. وقال كرتي في تصريح للصحفيين اليوم إن (الخط الصفري هو الذي اتفق عليه حسب الخطة التي قدمها الوسيط الإفريقي (منطقة عازلة بين البلدين 10 كيلومترات شمالاً وجنوبًا) إلى أن يتم تحديد الحدود مستقبلاً، وعزا تعطل إقامة الخط الصفري لعدم تفهم البعض من دولة جنوب السودان التي أدت بدورها إلى تأخير نقاط العبور التجارية بين البلدين. وأضاف: إن أهم ما تم الاتفاق عليه اليوم أن الخط الصفري سيتم الاتفاق عليه قبل 15 نوفمبر، ويتم بعدها الاتفاق على نقاط العبور التي يمكن بواسطتها أن تقام النقاط التجارية أو أي معابر أخرى لبضائع المواطنين.