جدد الحسين العباسي رئيس اتحاد الشغل الدعوة للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أشهر ويرى محللين سياسيين أن الحوار قد يثمر تهدئة أو هدنة ولكنه ليس حلا نهائياً في حد ذاته باعتبار أن هناك أطرافاً لا تقبل حتى بمجرد وجود طرف آخر متسائلين كيف لهذا الحوار أن يثمر نتائج حقيقية تتجاوز مجرد التهدئة أو الهدنة. وبقدر ما ساد الهدوء الحذر والصمت الساحة السياسية خلال نهاية الأسبوع الماضي بالرغم من انطلاق المسيرات الشعبية التي دعا إليها اتحاد الشغل أنصاره عادت الضوضاء وحمى التصريحات والتصريحات المضادة وعدوى البيانات بين أطراف النزاع بالنظر إلى اتساع دائرة الصراع لتتجاوز طرفي الحكومة والمعارضة وتشمل الرباعي الراعي للحوار المنحاز لجبهة المعارضة. الارتباك الحاصل في ردود فعل الشق المعارض بمساندة اتحاد الشغل أطفأ بارقة الأمل التي اشتعلت الأحد بعد الإعلان عن موافقة حركة النهضة بزعامة الشيخ راشد الغنوشي على خارطة الطريق المنبثقة عن مبادرة الاتحاد التي كانت وافقت على البعض من بنودها مع تحفظها على البعض الآخر منذ أكثر من أسبوعين. وفيما ابتهج قياديو الاتحاد بهذه الخطوة الذي أقدمت عليه النهضة تحت ضغط عواصم أجنبية وحراك شعبي داخلي نسفت حكومة علي العريض ما بنته الحركة من آمال بالانفراج حيث أنكرت نيتها الاستقالة لتعم الفوضى وتتعطل لغة الكلام مرة أخرى. ومن المرجح أن ما راج من تعاليق بخصوص قرار الشيخ راشد الغنوشي بالموافقة على خارطة الطريق وما خلفته من زلازل قد تعصف باستقرار حركة النهضة الحاكمة ووحدة صفها الداخلي أن تكون واقعية وصحيحة حيث عاد زعيم الحركة وراجع موقفه بنية تعديله مؤكدا أن استقالة الحكومة تأتي نتيجة استكمال المسار الانتقالي.