جلست إلي صغيرة في الثامنة، كانت تحدق في أصابعها ثم التفتت إلي تسألني: «ربي خلق لنا الأصابع لنعد بها..؟» ابتسمت وأعدت إليها السؤال: أترين أنت ذلك..؟ فكرت ملياً ثم قالت: «أستطيع بها أن أعد, لكن المعلمة لا تريدني أن أفعل»، وعندما سألتها لماذا..؟ أجابت: تقول إنها تريدنا أن نعد بعقولنا.., ثم واصلت أسئلتها: هل في العقول أصابع..؟ حوار ثري كان مع الصغيرة.., وكم في الصغار من مخازن للأفكار, ومستودعات للأسئلة، وكمائن للكبار.. تلك الفطرة البيضاء، من يدربها، ويحتضنها، ويأخذ بها..؟ ما لفتني هو موقف المعلمة من العد المباشر بالإصبع, وتلك العملية الذهنية الإجراء.. لا شك أن هذه المعلمة ذات تميز، ومعرفة بما يتطلب منها لتنمية مدارك الصغيرات.., فمجرد أنها ترفض العد بالأصابع.., فهي مدركة لدور تنمية القدرة الذهنية لدى الصغيرات..., التي قضى عليها أسلوب التعليم الذي يتجاهل فيه المعلمون إمكانات العقل البشري الغض على الاكتساب، والتدريب، ومن ثم القيام بالعمليات الذهنية، وبالربط، وبالقياس، وبالمقارنة... فالعقل البشري يبدأ كبيراً.. ولا يتوقف عن النمو ومن ثم الإبداع.. اطمأننت كثيراً نحو جيل يتعلَّم على يد معلمة تنحو في تدريسها نحو تنمية مقدرات العقل, ومدارك الصغيرات.. هذا النموذج الذي نتمنى.. ونرفع التحيَّة له.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855