وُجِدت الشيمة والأنفة والإباء في نفس العربي منذ الأزل ولا زالت عنواناً مشرفاً للكرامة، يقول المثل الشعبي (اللي ماله شيمه ما له قيمه) ويقول صاحب الشخصية الشهيرة ورمز الكرم العربي القديم الشاعر حاتم الطائي الذي توفي قبل بزوغ فجر الإسلام: رُب بَيْضَاء فَرْعُها يَتَثَنى قَدْ دَعَتْني لِوصْلها فَأبَيْتُ لم يَكُنْ بي تَحَرُّجٌ غَيْرَ أنيِّ كُنْتُ خِدْناً لزوْجِها فَاستحيْتُ انظروا إلى هذه الشيمة الرفيعة لم يكن الشاعر قد حضر الإسلام حتى يمنعه دينه وعقيدته بل منعته الشيمة فقط، فكيف بالبعض - هدانا الله وإياهم - الذين لا يردعهم وازع ديني ولا شيمة عربية أصيلة عن - الكذب - على الآخرين في بعض وسائل التواصل الاجتماعي - مشوهين بذلك وجه من - أوجه - الساحة الشعبية التي يفترض انهم ينتمون إليها..! وتشهد على تجاوزاتهم ألسنتهم - بتغريدات - إن جازت التسمية مؤسفة تجاه من يفترض أنهم نظراؤهم في الساحة الشعبية قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) سورة ق، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أفْرى الفِرى أنْ يُريَ الرَّجُلُ عّيْنَيْهِ ما لمْ تَرَيا) رواه البخاري. (أفْرى الفِرَى) الفرى جمع فرية وهي الكذب، أي أكذب الكذب وأقبحُه أن يشهد الإنسان على شيء لم يره، أو يزعم حلماً لم يرعه في منامه. ولأن باستطاعة كل شخص أن يقتص ممن ظلمه بوجود النظام الذي ينصف بين الجميع في الحقوق والواجبات إلا أن الشيمة والأخلاق الفاضلة تستطيع أن ترتفع بالشخص عن (وحل) الخطأ بحق نفسه وحق الآخرين، لأنه ببساطة لن يحترمه الآخرون إن لم (يحترم نفسه) من الأساس، وهذه حقيقة مؤسفة (شاء أم أبى) أمَّا تجاوزاته فستكون مردودة عليه يقول الشيخ راكان بن حثلين - رحمه الله -: الذّم ما يهفي للأجواد ميزان والمدح ما يرفع ردي المشاحي ويقول الشاعر عبد الله بن صقيه التميمي: ترى البحر لا صرت ما انته بسبَّاح يغرق به اللي ما يعرف السباحه اترك سبيل الناس حتَّاك ترتاح من جاء بدرب الناس ما ذاق راحه ثم أن بعض الأشخاص بتصرفاتهم (من حيث يعلمون أو لا يعلمون) يجنون على قيمتهم المعنوية وتاريخهم الشخصي، يقول الشيخ مشعان بن هذال: المرجله حبله طويلٍ وممدود يا كود من تقصر عن الماء حباله واللي قصر حبله فلا هو بمزيود كم واحدٍ تخفي مقامه فعاله وكما يقول المثل (السلامة خير من الندامة). it is better to be safe than sorry وقفة للأمير الشاعر خالد الفيصل: سريت ليل الهوى لين انبلج.. نوره أمشي مع الجدي وتسامرني القمرا طعس وغدير وقمر ونجوم منثورة وانفاس نجدٍ بها جرح الهوى يبرى [email protected]