تعود بي الذاكرة كثيراً لمواقف رجال تستحق الإجلال والإكبار، ومهما افترضت حسن الظن بالبعض وعاملتهم - بنقاء سريرتك - على افتراض أنك كذلك بعيداً عن - تزكيتك لنفسك - إلا أن المواقف (الواقعية في الحياة) هي الفيصل الذي يحسم الأمر، خصوصاً في جانب (الوفاء) يقول الشاعر الكبير عبد الله بن صقيه: لاَ تَمْدَحَ الرّجَّالِ مِنْ غَيْرِ تَجْرِيبْ كَمْ وَاحْدٍ مِثْلَ الزِّبَدْ يِضْمِحِلْ وبعيداً عن المثالية المطلقة (والكمال) الذي هو ليس من صفات البشر، إلا أننا كمجتمع مسلم له عاداته وتقاليده الاجتماعية المشرفة - نشأنا على مكارم الأخلاق - وهي دأب آبائنا وأجدادنا فكيف يتخلى البعض عنها بسهولة مؤسفة.. قال الله تعالى وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34 سورة الإسراء) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» متفق عليه. ولشفافية مدارات شعبية - وهو نهجها الذي نتشرف بتبادله والتعاطي في أطره مع الأحبة القراء الأعزاء - فإننا لا نجد حرجا وقد بادلونا هذه الثقة الكبيرة، والحب، والتقدير بأن نوضّح جزئية لا تخص ولا تعني الكثير - وليست موجهة لأحد بعينه - فحواها أننا مع العتب ومرارة ردة فعل الشخص تجاه من كان يمنحهم ثقته - على الصعيد الشخصي البحت - سواء على صعيد الصداقة أو خلافها، ولكن بعيداً عن التصريح عن ذلك بالشعر لما في ذلك من آثار (شخصية، ونظامية، وقانونية) ليس - هنا - مجال التوسع في شرحها خصوصاً تلك التي تحمل الأسماء والتفاصيل وأقرب لمنظومة تشهير وإساءة للآخر منها للشعر الشعبي، كما أن الشاعر الذي بعث بها غاب عنه أمران: الأول: التفريق بين قصيدة النشر والقصيدة الخاصة، الثاني أننا أسوة بقرائنا ومتابعينا الأحبة نحترم مساحة النشر المؤتمنين عليها قبل وبعد ذلك ونقدر الثقة بما هو أغلى وأسمى من الوصف، ختاماً يقول المثل (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب). (If Speech is silver silence is gold) وقفة للشاعر محمد السياري رحمه الله: ناسٍ على الهسّه تسوق البشاير الشين يحفظ والثنا يجحدونه وكلٍ عن أقرابه يخفِّي السراير ويكح في مخباه لا يسمعونه [email protected]