اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية الاستفزاز الإسرائيلي المتواصل باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على مدينة القدس والأماكن المقدسة وعلى المواطنين المسلمين الآمنين العزّل افتعالاً مدروساً لاستدراج شعبنا لحلقة مفرغة من العنف وزعزعة الاستقرار وإشعال بؤر التوتر بالمنطقة، مستغلة بذلك الأوضاع الدولية والإقليمية. وأُصيب يوم الجمعة العشرات من المصلين من الرجال والنساء والأطفال بحالات اختناق، فيما اعتقل 15 آخر خلال محاصرتهم بالمسجد الأقصى ورشهم بغاز الفلفل السام من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.وقالت طواقم الإسعاف: إن العشرات من المسلمين أُصيبوا بحالات اختناق شديدة خلال محاصرتهم بالمسجد القبلي، وقُدم لهم العلاج في المكان، وسُجّلت إصابة أكثر من 60 مواطناً، قُدمت لهم العلاج في عيادات الإسعاف، وتم تحويل 5 منها من خلال سيارات الهلال الأحمر إلى مستشفى المقاصد. وأكدت منظمة التحرير في بيان لها أصدرته الجمعة أن تصعيد قوة الاحتلال انتهاكاتها المنظمة، وفي مقدمتها توسيع مشروعها الاستيطاني، وتهويد القدس ومحيطها، وتفريغها من سكانها الأصليين، وهدم المنازل بأيدي أصحابها، وغيرها، رسالة للعالم وللإدارة الأمريكية بأنها ليست شريكاً في صنع السلام، وأنها ليست معنية بعملية سياسية ذات مغزى، تفضي لحل الدولتين.وأجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المواطن الفلسطيني المقدسي «شاكر نايف جعابيص» نهاية الأسبوع الماضي على هدم منزله بيده في جبل المكبر جنوب مدينة القدسالمحتلة، بحجة عدم الترخيص.. وقال المواطن المقدسي «جعابيص»: إن محكمة الاحتلال هددته بهدم المنزل بآلياتها، وإجباره على دفع 800 ألف شيقل (222 ألف دولار)؛ لذا قرر هدمه بنفسه. وقالت منظمة التحرير في بيانها: إن إسرائيل تمعن بممارسة الاحتيال على المجتمع الدولي باستخدامها العملية التفاوضية غطاء لفرض أمر واقع على الأرض، وتمرير مشروعها الهادف إلى تدمير فرص السلام، وإقامة إسرائيل الكبرى.ودعت منظمة التحرير دول العالم إلى رفع الحصانة القانونية والسياسية عن إسرائيل، واتخاذ التدابير الجدية لمحاسبتها في الهيئات والمحاكم الدولية على خروقاتها وجرائمها.وأضاف بيان منظمة التحرير بأن إسرائيل تتحمل المسؤولية الأولى عن تفجُّر الأوضاع، وعلى العالم أن يواجه سلوك الاحتلال، ويضع حدًّا لسياساته الأحادية ولجمها، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا، وضمان إنهاء هذا الاحتلال قبل فوات الأوان.يُذكر أن الاحتلال الصهيوني لم يتوقف عن سياسة هدم المنازل بمدينة القدسالمحتلة منذ عام 1967، تحت حجج وذرائع واهية، بل يواصلها بوتيرة عالية ضمن مخططاته الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم لجعلها مدينة يهودية.