كم نحتاج لأن نضحك هذه الأيام لنهرب من المآسي الحاصلة في واقعنا المرير، سواء كان الفساد المتفشي في البلاد أو تدني الاقتصاد بهيمنة الإمبرياليين وتجار الزاد أو ذاك الحاصل بالجوار من مجازر وقمع وانتهاك للأعراض وحقوق الإنسان، أبحث عن الابتسامة بأي شكل، كانت تستهويني رسومات الكاريكاتير أبتسم تارة وأقهقه تارة أخرى من شدة المأساة أو شر البلية ما يضحك - إن جاز التعبير - يكشف فن الكاريكاتير أكاذيب الساسة ويعري لنا المفسدين، يخلع أقنعة الانتهازيين والعملاء فيظهر لنا حقيقتهم السوداوية ووجوههم القبيحة كم يخافون هؤلاء العلوج الذي سبق ذكرهم من فنان الكاريكاتير فهو يتميز بملاحقته للحدث اليومي أو محاولة استباقه كما يعتبر فنان الكاريكاتير بشكل أو بآخر مؤرخا ومحللا وناقوس خطر بطريقة خاصة سهلة ساخرة، إن هذا الفن يهدف لفضح عنصر تفجير السخرية لدى القارئ برمزية أكبر وخطوط أقل، فلا أستغرب حب كل طبقات المجتمع لهذا الفن فهو بكل بساطة حاكى هموم واحتياجات الإنسان البسيط وتبنى قضاياه، ومن هنا برز دور الكاريكاتير كوسيلة نضالية متوافق مع معاييره الفنية أداة تعبر بطريق صادقة لا مداهنة فيها يجذبني القليل من فناني الكاريكاتير بالمشهد السعودي الذين ينتهجون المدرسة الشرق أوروبية وهي المدرسة التي توصل الفكرة عن طريقة الرسم فقط ولا يتخللها النص وإن كان هناك نص يكون مقتضبا قد لا يتعدى كلمتين في الرسم ولن أكتب هنا عن حنظلة كونه رمزا قابعا بين ثنايا كل إنسان شريف بالوطن العربي يُقال في الغرب حين يعجب إنسان بعمل إنسان آخر أرفع القبعة احتراما لك وأنا أقول ل»هاجد» الزميل في الجزيرة وربيع في صحيفة الرياض وخالد في صحيفة الوطن، أرفع العقال احترام لكم ولفنكم أيها الأساتذة فأنتم النخبة من وجهة نظري، ولا أقلل هنا من قيمة أحد كونكم احترمتم فرشاتكم ووقفتم عند شرفة مبادئكم، تذهلني أفكركم وأنتشي كنشوة ذهول من مطلع الصباح حين أرى أحد رسوماتكم تكسر الخطوط الحمراء، لست محرضا هنا ولكنكم تعرفون أن تكسروه دون أن يتألم ذلك الخط الأحمر، أنتم الوحيدون الذين تذكرونني دائما أن فن الكاريكاتير ليس ابتسامة وحسب، بل إنه القوة الضاربة لكل الفنون. [email protected] twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي