أشرت في المقال السابق إلى أن الملك عبد الله متّعه الله بالصحة، حافظ أثناء عمارة الضلع الشمالي للحرم المكي على مرتكزات معمارية وتخطيطية هي روح وشكل العمارة الإسلامية، ليجعل الضلع الشمالي متطابقاً ومتداخلاً مع تخطيط وعناصر صحن وأورقة الكعبة , ومتمماً من حيث الوحدات المعمارية والزخارف للطرز المعمارية التي نفّذت طوال العصر الإسلامي المبكر والفترات التاريخية المتأخرة، لذا جاءت المرتكزات التي حرص الملك عبد الله على المحافظة عليها متطابقة مع تأصيل العمارة الإسلامية وهي : أولاً : الامتداد التاريخي والربط مع عصور العمارة الإسلامية المبكرة. ثانياً : تنتمي عمارة الحرمين لطراز العمارة في جنوب غرب آسيا (عمارة الجزيرة العربية والبيئات الصحراوية) . ثالثاً: تأصيل العمارة والعودة إلى القرون المبكرة. رابعاً : التزمت عمارة الملك عبد الله بطراز العمارة الصحراوية، يتضح ذلك في بناء الأروقة الطولية. خامساً : نفّذت الأعمدة والعقود بأسلوب الطراز الإسلامي المبكر بأن تكون في أغلبها عمودية (رأسية) على جدار القبلة (الكعبة المشرفة), وفي حالات أفقية على جدار القبة. سادساً : كان أمام عمارة الملك عبد الله أن تأخذ الطراز المملوكي والعثماني الذي يعتمد على القباب الكبرى والمتجاورة، كما هي في مساجد مصر واسطنبول لكن العمارة التزمت بطراز العمارة المبكرة للمساجد في بيئة الجزيرة العربية, وهي الأروقة الطولية والصحن المكشوف. سابعاً : تميّزت العمارة بالبوابات والمداخل الضخمة والتي يعلوها العقود الكبيرة التي تتميز بها العمارة الإسلامية . ثامناً : نفّذت الواجهات بتصميم يدل على الجرأة المعمارية والتأكيد والتكرار على المحاريب والأقواس الإسلامية التي تمثل روح المعمار المسلم. تاسعاً : وزعت المنارات (المآذن) بشكل متساوٍ بهدف توازن البناء , حتى تلتقي مع توسعات العمارة السابقة.