في يوم العيد بعث إليّ الشاعر فائز البكري عضو نادي أبها الأدبي بالبيتين الآتيين: القلب قيثارة والنبض تغريد وفي حناياه للأشواق تجديد يهدي لكم من نماص الحب تهنئة عنوانها (أنتم الأفراح والعيد) فأجبته قائلاً: اليوم عدت لنا يا أيها العيد وليس فينا بفضل الله مفقود عيد الرياض مع عيد النماص مع عيد المدائن تسبيحٌ وتحميدُ وهذه من رياض الخير تهنئة إلى النماص التي يحلو بها العيد (مشغوثة) العيد ما أحلى تذوقها وعسل السدر في الأطباق موجود نعائم الله لا نُحصي لها عدداً وفي الرياض جريش الحب معصود نحن على كل حال عندنا نِعَمٌ منها الكليجات والضبان (والكودو) وفي الرياض نخيل باسقات لها طلع وفير بفضل الله منضود وهذه النخلة المعطاء عمتنا رشيقة القد والتمر لها جيد ولن أحدِّث عن جو الرياض ولا عن الغبار الذي تأتي به البيد وفي النماص لأزهار الرُّبى أرجٌ وللطيور على الأغصان تغريد وفي النماص كروم لا مثيل لها وتتدلى بها تلك العناقيد يستمتع الناس في تلك الديار بها وما على أحد شرط ولا قيد أما الضباب فما أحلى تراكمه كأنه من جبال الثلج مقدود أيام كنت بسفح الطيق(1) منطلقاً أرعى شياهي وترعى ضأنها الغيد تلك الديار التي عشتُ بها زمناً وعاش فوق ثراها أهلها الصيد أحبها حب قيس لحبيبته وليس لي غير هذا الحب مقصود للعيد في الوطن الغالي مظاهره في الشرق والغرب لا يختلف العيد وما لنا بعدما قلنا لكم أبداً نحن وأنتم سوى الرحمن معبود نحن وأنتم وكل المسلمين لنا حوض الرسول بإذن الله مورود ما دام أن شعار المؤمن الفطن صدق وعدل وإيمان وتوحيد (1) الطيق: أعلى جبل في قرية الشاعر