أحسن الشاعر المكي الدكتور عبدالله محمد باشراحيل صنعاً عندما جمع الدواوين الأولى من شعره في جزءين لتكون في متناول الباحثين والدارسين والنقاد ومحبي شعره ومتذوقيه على حد سواء. | وقد صدر الجزء الأول منهما في (496) ص من القطع المتوسط والثاني في (600) ص وبنفس الحجم وقد كانت الطبعة الاولى منهما عام 2003م والثانية عام 2005م عن وكالة الأهرام للتوزيع بالقاهرة. | وهي عادة محببة درج عليها واستحسنها العديد من الادباء والشعراء حفظاً لها من الضياع والتناثر وسهولة في الاقتناء والتناول. | ولكي تكتمل اطلالتنا على ما حوته هذه الأعمال الشعرية فقد اتبعنا كل تعريف بلون من القصائد التي وسمت بها تلك الدواوين.. تشنيفا للآذان وتطريبا للأسماع والأذواق. | وقد ضم الجزءان (سبعة دواوين) هي: | (معذبتي) صدر عام 1398 1978م ويضم (21) قصيدة وهو أول ديوان صدر للشاعر اهداه الى حبيبته المقدسة (مكةالمكرمة) أم القرى مع مقدمة للشاعر العربي الكبير (هارون هاشم رشيد) في (7) ص عن رؤى الشاعر وخصائص شعره منها : (هزني شعر عبدالله باشراحيل اذ لمست فيه صدق العاطفة، وطلاوة الأسلوب، وحلاوة الكلمة، ونعومة الجرس.. فديوانه اضافة جديدة للادب العربي السعودي خاصة والادب العربي عامة). معذبتي معذبتي ألا يكفيك ظلما ودنيانا أليس لها قرار ملكت القلب حتى حرت فيه وما لي يا منى قلبي خيار فأنت حبيبتي وإليك شجوي معذبتي لقد طال انتظار وأعياني على الأيام هم وأعياني على الوجد اصطبار فراقي لم يكن لي فيه ذنب فللأقدار أحداث تدار حياتي كلها شوق ووجد فلا ليل يريح ولا نهار | و(الهوى قدري) قصائد للحب والحياة صدر عام 1980م 1390ه ويضم (30) قصيدة اهداه الى والده الراحل الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. مع مقدمة للشاعر الكبير الاستاذ : حسين عرب رحمه الله أثنى فيها على مسيرة الشاعر وشاعريته في (4) ص منها : (اقف أمام شاعر موهوب، مكتمل الأدوات الشعرية، سليقته صحيحة لا تخونه ولا تنقصه، ومعانيه مطوعة، واسلوبه لا يحتاج الى تصحيح أو تنقيح). الهوى قدري أواه أنت التي ضيعت أيامي نسيت حبي، وأشواقي وأحلامي عصفت كالريح بي هوجاء عابثة بكل ما شاده فني وإلهامي ذاك الجمال الذي ربيته زمناً ما زال يخضر في قلبي وأوهامي!! صفا لنا الدهر، والساعات باسمة لنا، فطاب بها عمري وأيامي آما ترشفت من كأسي هوى عطراً تطيبت منه أوراقي وأقلامي؟ هواك أضنى فؤادي يا معذبتي فعدت منه بآلامي وأسقامي!! | و(النبع الظامىء) صدر عام 1406ه 1986م في (43) قصيدة أهداه الى السيدة والدته راجيا من الله ان يهبها الصحة وطول العمر.. مع مقدمة للدكتور عباس بيومي عجلان من جامعة الاسكندرية في (18) ص دراسة منهجية لشعر الشاعر منها : (شاعر متمكن مقتدر، ملك وسائله الفنية وخبر أدواته الابداعية، وغدا له أسلوبه المتميز ولغته التي عرف بها، وعالمه الذي يعيشه ويكتب عنه). النبع الظامي يا وحي شعري ويا أيام تهيامي من كان منا الصدى في المنبع الظامي؟ لم يخصب الجدب في قلبي وعاطفتي ولا تخطر في أرجاء .. أيامي وكلما عنت الأشواق صادقة يئن لحني، وقيدي حول أقدامي ما رق لي خافق يوماً ولا عرفت قدري الضمائر، يا للواجف الدامي وما تخيلت أني مانح ثمري لسافح يتشهى ذل إرغامي حتى بدا في ضمور الجسم علته واستفحل الداء واستعذبت أسقامي | وديوان (الخوف) وصدر عام 1408ه 1988م ويضم (43) قصيدة مع مقدمتين : الأولى للشاعر الكبير : حسين سرحان رحمه الله بخط يده في صفحة واحدة.. والثانية : للاستاذ الدكتور محمد مصطفى هدارة في (20) ص ابديا رأيهما في شعر الشاعر من المقدمة الأولى (استمتعت بقراءة ديوان باشراحيل ليالي عدة، فكان خير سمير لي فيها، بما حفل به من المعاني الرقيقة، واللمحات الجميلة، والتدفق نحو الأسمى والأفضل) ومن المقدمة الثانية (التنوع في شعره تهديه اليه فطرته الشعرية، وصدق الهامة، وحرارة تجربته الشعرية، وحسه الموسيقي المرهف الذي لا يتمثل لنا في تنوع البحور فحسب، بل في جمال الايقاع الداخلي، وحلاوة النغم الأصيل). الخوف جرادٌ على السفح يطوي الرغدْ إذن قل أعوذ برب البلدْ على الحرْث والباسقات الطوال ونضاحة الماء ليست ترد تجور الخطايا على أمرها فصارت مداداً لذاك العدد ستبزغ يوماً على فرقد وتنثر في الشمس كلَّ الزبد ويلقي عليها النهار ضياء يعانق عِطْفَيْن روحاً... وقد سرى صوتها بُلْبُليَّ الصداح وجَذّ حبيس الهموم الكمد | وديوان (قناديل الريح) وقد ضم (199) قصيدة مع مقدمة منهجية عالية المستوى لسعادة البروفيسور الاستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي.. استاذ النقد الادبي لقسم الدراسات العليا العربية بجامعة أم القرى في (10) ص منها (في شعر باشراحيل روحه المنطلقة الى البحث عن الأحسن والأفضل، والأقوى، وفيه رؤيته الخاصة للأشياء وصوته المستقل الذي لم يتداخل مع أصوات غيره من الشعراء، فيه روحه الحزيمة أحياناً، والسعيدة حينا، وفيه تموجات الغريزة بكل ما يعترضها من أفراح، وفيه حدة الشعراء ورجاحة العقلاء). الوطن وطني أيا أنشودة العصر ومطالع الأنوار للفجر يا كوكباً يضوي عوالمنا ومنارة يعلو بها فخري ياعيدك الأحلى من الزهر في روضة أنسامها تغري وجلالة البيتين أطياف من رحلة التوحيد تستقري ومهابة أحيا نفائسها عبدالعزيز الِقرْمُ بالنصر مذ كانت الأيام واجمة يستبدل الإعسار باليسر قلب السماحة في سريرته تزهو على الأيام بالبشر وبنوه أوراد بدوحتنا أنسامهم تسري من العطر قد شيدوا التاريخ أعمدة وحروفه من رائع الطهر بلدي ومملكتي وعاشقتي ياوجه ميلادي ويا عمري | وديوان (سيوف الصحراء) ويضم (22) قصيدة وقد أهداه الى روح مؤسس المملكة العربية السعودية وموحد كيانها الكبير جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته. فارس العرب أجل وحبك بين الناس معقود يافارس العرب للأمجاد معدود اشرقت كالفجر في أبهى مطالعه وجئت كالغيث همال بك الجود يحار زهر الروابي حين تنظره فيرسل الورد يهمي وهو منضود على محياك افراح مغردة يشتاقها في ربيع العمر مولود نسائم تنثر الآمال تبهجنا يفوح منها ومن اردانك العود أصغت اليك قلوب العرب اجمعها وأنت فينا مدى الأيام مسنود وانشدت فيك عبدالله ملحمة اصداؤها في لسان الدهر تغريد فأنت للعرب آمال محلقة وأنت نبع الى الأحباب مورود (عبدالعزيز) يهاب الظلم طلعته وما لسيف سوى ما استل تجريد (عبدالعزيز) كتاب خطه قدر لفضله في عيون الدهر تخليد | وديوان (أقمار مكة) ويضم (14) قصيدة جبل النور يا مناراً على الدهور الظوامي ايها الطود رغم تلك الرجام سكن الطهر في أعاليك يوما فسقى الدهر غاديات الغمام كان يأوي إليك سراً وينأى سيد الخلق عن عيون الطغام يعبد الله خاشعاً ومنيباً وهو في الغار في ظلال الحمام وعيون تكاد ان تجتليه صانه الله عن ألد الخصام والحبيب الصديق بين يديه يفتدي روحه وعنه يحامي أيها الغار يا حراء تجلى كنت صخراً وأنت بالنور سام تتملى الشغاف وهي ظماء وترود القرون بين الزحام أيها الشامخ الذي يتسامى بالهدى والسنا كبدر التمام أنت رمز الى الهداة سيبقى موئلاً قد أقل خير الأنام خاتمة : وبعد فقد كانت هذه اطلالة تعريفية على الأعمال الشعرية لشاعر مكة العلم الدكتور عبدالله باشراحيل.. اردنا أن يطلع عليها القارىء والدارس والباحث على حد سواء.. والالمام بها في يسر وسهولة ودون عناء. ولا يعني ان كل ما حوته هذه الأعمال هي كل دواوين باشراحيل فقد صدرت له اخيرا مجموعات شعرية عدة غيرها اضافة الى اسهاماته الشعرية والنثرية التي نطالعها بين الحين والآخر والتي هي غاية في الرقي والريادة والتميز والافادة. وما اردناه في هذه الاطلالة هو ربط بداياته الشعرية بحاضره المزدهر وريادته وتألقه بين الشعراء المعاصرين شعراً.. ونثراً والى اللقاء. ص. ب 101 الطائف