يحرص القليل من الشعراء ألا تظهر قصائدهم للجمهور قبل أن يتأكدوا من خلوها من النقص والعوار حرصاً منهم على المحافظة على مكانهم ومكانتهم لدى الجمهور الذي يتبادلون معه الثقة والإخلاص فالثقة في الشاعر من قبل جمهور الشعر ليس من السهل الحصول عليها بمجرد نص أوليّ جميل يلفت انتباه متلقيه فتكرار الجمال والثبات عليه وتطوير الشاعر لأدواته وصوره وأفكاره كفيلة بتكريسه وبقائه في عقل ووجدان الجمهور. ومن الشعراء من يمارس النقد الحيادي الصادق مع نصه - بعد فراغه من كتابة القصيدة - إلا بعد تنقيحه ومن ثم عرضه على عدد ممن يثق بوعيهم ودقة ملاحظتهم وإخلاصهم لئلا يخرج النص إلى الجمهور إلا وهو بالشكل الذي يطمئن إليه ويثق بتقبل الجمهور له واستقباله الاستقبال اللائق به. ولكن المشكلة التي تعجل بفناء القصيدة ونسيانها ونسيان شاعرها هي استعجال الشاعر على التواجد المستمر دون النظر إلى نتائج السرعة في الكتابة والطرح ظنا من البعض أن تواجدهم المستمر هو ما يبقيهم في أذهان الناس لمدة أطول مع أن الحضور المدروس وإن تباعد هو ما يجعل احترام الشاعر من قبل جمهوره يزداد قوة وصلابة تتحدى عوامل التعرية وعجلات النسيان. [email protected] تويتر alimufadhi