يدفع الفضول كثيراً من عشاق الشعر إلى التّقصي والبحث عما وراء قصيدة أو بيت ما قاله الشاعر، وربما ذهب أحدهم إلى تأويل ما لا يحتمل التأويل، وربما وصل الأمر عند من يريد أن يثبت أنه من العالِمين ببواطن الأمور وقراءة ما وراء ظاهر النصوص، وقد يصل الأمر بقليل منهم إلى اختلاق قصة أو رواية لا تمت إلى الواقع بصلة، تُوحي بتوجه المعنى إلى أمر ما، أراد الشاعر أن يُغلفه ويموّهه عن قصد معين. وحتى نكون منصفين، فإن هناك بعض النصوص الغامضة التي أراد لها الشاعر أن تكون كذلك، لأسباب قد تكون مقبولة ولذا انتشرت مقولة: (المعنى في بطن الشاعر)، وإنني أستغرب أن يكون مكان إخفاء المعنى البطن وليس القلب أو العقل، اللذين أظن أنهما المكانان الطبيعيان لإخفاء الأسرار. وخلاصة القول: هل من حق محب الشعر على الشاعر أن يطالبه بمعرفة ما وراء كل بيت وكل جملة وكل كلمة في القصيدة. وقفة: إن حكينا عن ظلام الليل قلتوا لا يغيب الصبح عن ذهن القصيدة في خفايا غيركم لو ما دخلتوا كان ما صارت سعادتكم زهيدة ما وصلتوا للحقيقة ما وصلتوا لو دخلتوا كل حرفٍ بالقصيدة [email protected] تويتر alimufadhi