ما توصل إليه الداعية الشيخ محمد حسان بعد اجتماعه بالفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية، يُعَد بداية جيدة لإعادة الهدوء إلى الشارع المصري، ثم الانتقال إلى تفاهم وطني، ولا نقول مصالحة وطنية، فهذه الأخيرة دونها (دم أُريق) في أكثر من مكان في مصر. الشيخ محمد حسان عرض على السيسي وقف دعوات التحريض، وعدم استعمال العنف داخل اعتصامات واحتجاجات مؤيدي محمد مرسي، مقابل أن تلتزم الشرطة والجيش بعدم فضِّ اعتصاميْ رابعة العدوية والنهضة بالقوة. هذا الاتفاق عملت جهات متشدِّدة من كلا الطرفين على محاولة نسفه وتخريبه، بعد ظهور إشاعات عن تحرُّك قوات الأمن والجيش نحو ميدان رابعة العدوية، وانتشار أنباء عن اختطاف بعض المعتصمين من أطراف الميدان، مما دفع بجموع المحتجين إلى التحرُّك لمواجهة الهجوم الأمني المزعوم الذي لم يحدث أصلاً، إلاّ أنّ هذه الإشاعات ومحاولات تخريب أيّ اتفاق يعيد لمصر هدوءها واستقرارها، ستستمر في ظل وجود أطراف ترى أنّ أيّ اتفاق لا يخدم مصالحها الحزبية والشخصية، ولكن في المقابل سُجِّل للداعية الشيخ محمد حسان ومن معه من العلماء، تحرُّكهم الإيجابي الذي يتطلّب - في المقابل - أن يُدعم بتحرُّك نحو المعتصمين في ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة، لإقناع من يتواجدون فيهما منذ أكثر من شهر، بفضِّ الاعتصام والعودة إلى أعمالهم ومنازلهم، كي تتحرّك عجلة التنمية في البلاد، وتستعيد مصر دورها الطبيعي في الحياة، لإصلاح ما خرّبته أيام الفوضى، خاصة في مجالات الاقتصاد والأمن والسياحة، وذلك لانتشال مصر من التردِّي الذي سقطت فيه جراء احتراب طرفيْ المجتمع المصري. تحرُّك الداعية محمد حسان نحو القوات المسلحة، أوقف مجزرة كادت تحدث بين أبناء الشعب المصري والتي كان سيراق بسببها الدم المصري، وقد استجابت القوات المسلحة من شرطة وجيش، لدعوات الدُّعاة والعلماء، وعليهم إكمال هذه المهمة لضبط المتفلِّتين في ساحات الاعتصام، وبالذات في ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة، وأمام مسجد القائد إبراهيم في الأسكندرية وبعض المحافظات، فهؤلاء غير المنضبطين الذين يخرجون في تظاهرات استفزازية، مثلما حدث قبل أيام أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وقبله أمام مقرّات الحرس الجمهوري، ترفع درجة الصِّدام من خلال استفزاز الشرطة والجيش، اللذين من واجبهما حماية المنشآت العامة. [email protected]