في كل يوم تذبح الآلاف من رؤوس الماشية وتسلخ في مسالخنا, أضف إلى ذلك ما يذبح من الأضاحي والهدي في موسم الحج, لكن أين تذهب جلود تلك المواشي وأصوافها وأوبارها وشعرها؟ إنها تدبغ وتوضب ثم تصدر للخارج جلوداً وأصوافاً وأوباراً وشعراً, ثم يعاد تصديرها إلينا حقائب وأحذية, وبطانيات وفراء وأغطية للمقاعد والكراسي ومشالح وعباءات وغيرها, حيث تباع تلك الصناعات بأغلى الأثمان في أسواقنا. ألسنا أحق بجلود وشعر ماشيتنا من غيرنا! لماذا لا تقام مصانع كبيرة في مدننا الصناعية تعنى بتلك الثروة الوطنية, فتحولها إلى ما سبق ذكره من مسلتزمات وملابس وزينة تغطي حاجة الرجال والنساء والأطفال بدلاً من أن تعتمد على المستورد منها. إنها دعوة لرجال الأعمال في بلادنا كي يخوضوا غمار التجربة التي أعتقد جازماً أن نجاحها سيكون مضموناً كما أنها خدمة للوطن وأهله, ويذكر أن في جدة مصنعاً صغيراً للأحذية الجلدية والحقائب لكنه لم يغطِ محافظة جدة وحدها فكيف يغطي المملكة بأسرها؟! ما أجمل أن نكون دولة مصدرة للصناعات والمستلزمات الجلدية الراقية, لا أن نصدرها -وما عليها- خاماً ثم تعاد إلينا مصنعة نتهافت على شرائها من أسواقنا المتخمة بكل ما هو مستورد من الخارج. وقفة: يقول الله تعالى في محكم التنزيل {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} (80) سورة النحل.