تابعنا مجريات وأحداث البينالي الأشهر والأقدم عالمياً بينالي فينيسيا (البندقية) ونقل لنا الفنانون السعوديون الحاضرون والمشاركون عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور لمشاركات الفنانين السعوديين أو للمشاركات الأخرى التي لفتت انتباههم، ولكن مع غياب جناح سعودي رسمي (بافلون) يستكمل المشروع الثقافي من خلال مشاركة السعودية الأولى العام ما قبل الماضي! للأسف غاب التمثيل الرسمي الذي لم تهتم أي جهة معنية بشكل مباشر أو غير مباشر بتبني مثل هذه المشاركة، وهو شيء متوقع من جهات ومجتمع غالبيته يمارس الفنون أو يتذوقنها في صيغتها العالمية (القديمة) قبل قرن أو أكثر، فما زلنا نصارع ونلهث في اللحاق بركب العالم في هذا المجال، مقابل تفوقنا في مجالات أخرى حديثة نسبية مثل استهلاك ساعات المشاهدة في اليوتيوب التي تزيد أضعاف استهلاك بعض الدول الأخرى، أو حتى في تناولنا وتعاملنا مع الصورة (الضوئية) والذي يتضح جلياً من خلال تطبيق الانستغرام على سبيل المثال. والغريب في الأمر مشاركة شباب اليوتيوب (تلفاز 11) وبرامجها اليوتيوبية مثل (خنبلة) في عمل سُمي (مجلس أمين)، وهي مؤسسة ناشئة يقف خلفها الفنان المعروف عبدالناصر غارم، الذي يتابع تبعات نجاح بيع عمله (رسالة/ رسول) عام 2010 عبر كريستيز، وإيماناً منه بوجود مواهب عديدة تستحق الرعاية والدعم لتصل للعالمية مثلما وصل. حقيقة لا أعرف تحديداً فكرة وإطار وأبعاد (مجلس أمين) والذي وعدني غارم بإرسال معلومات عنه تفيدني في قراءة العمل وكتابة مقالة خاصة به. وفي انتظار هذه الاستجابة من غارم، لا يسعني إلا الحديث بالإجمال حول هذا العمل وحول المشاركات السعودية الأخرى (البعض منها لا يزال مبتدئاً) حول ذلك كله، تمنينا تغطية مناسبة، وحضوراً رسمياً، بدل الاعتماد التام على المؤسسات الثقافية المسجّلة في الغرب، أو القطاع الخاص في توجيه الفن السعودي المعاصر في العرض الخارجي، فالتركيز حالياً ورسمياً قائم (إذا وجد) على رعاية المحلي، والتي تخدم بطبيعة الحال المتلقي المحلي فحسب، ولكننا نأمل ونطمع بالفائدة المرجوة من استخدام الفنون المعاصرة والثقافة البصرية للتواصل مع الآخر من ناحية، ولنشر الثقافة السعودية بصيغتها (المسالمة) من ناحية أخرى. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية