تحظى الأندية الأدبية بقدرة مثيرة للتساؤل على جذب انتباه المثقفين والإعلاميين على حد سواء. والإعلام غالبا ما تجذبه المشاكل التي تظهر بين فترة وأخرى في ناد أو آخر، أو حول ضيف أو موضوع مطروح في أحد أنشطة الأندية، أو تلك المناوشات حول التنظيمات الإدارية والمالية للأندية الأدبية بطريقة تطغى في بعض الأحيان على أهداف الأندية في نشر الفنون اللغوية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وكما ذكرت في مقالات سابقة وبشكل متكرر، لا تزال نسبة كبيرة من المجتمع تحصر مفهوم الثقافة في مجالات اللغة والأدب من شعر وقصة ورواية... إلخ، بل إن البعض يعد الفنون البصرية وربما كافة مجالات الفنون الأخرى «مجرد هواية» أو الاكتفاء بمصطلح الفنون في محاولة عزلها عن الثقافة، متناسين أن الفنون اللغوية ما هي إلا جزء من الفنون بشكل عام، بل تجد مواضيع الفنون البصرية تظهر باستحياء في الصفحات الثقافية، بينما يفضل البعض عزلها تماما عن صفحات الثقافة تحت مسميات عدة مثل «فنون تشكيلية» أو «بصرية» أو «جميلة»! وتجتهد بعض المؤسسات الثقافية في إضافة نشاط «بصري» أو «أدائي» بين الحين والآخر، وإن كان جزء من هذا (البعض) يقحم تلك الأنشطة دون اهتمام فعلي بجودة المنتج، بقدر أهمية إضافته لشمولية النشاط الأساس ككل، فيكون المعرض على سبيل المثال جزءاً هامشياً أو جانبياً أو ربما «تجميلياً» من النشاط الثقافي الكبير. فما هو الحل كي نستطيع جذب انتباه الإعلام والمتلقي للأنشطة الفنية البصرية؟ ونجذب إدارات الثقافة للاهتمام بهذا المجال؟ هل نمارس مشاغبات ونستقطب مشاغبين كي يجذبوا كاتبي الأخبار والمتابعين؟ هل نبحث عن عناصر جاذبة للجمهور والمتابعين؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما هي تلك العناصر التي من الممكن أن تجذب الآخرين؟ بل ما الذي يجذب أو يُبعد المتلقي عن تذوق الفنون؟ ربما نعود لنقطة الصفر التي نبدأ معها حديثنا عن الفنون البصرية في المجتمع بشكل عام، نعود إلى أهمية نشر ثقافة تذوق الصورة منذ الصغر، من خلال تعليق الأعمال الفنية الأصلية في المنزل مثلا، واهتمام الآباء بإبداعات أبنائهم ومناقشتها، أو من خلال تدريس الفنون كثقافة في المدارس لا كهواية ومهارة فحسب.. ربما من خلال إعادة صياغة مفهومنا عن الفنون.. أو ربما هي قصة الدجاجة والبيضة تتكرر، ومن أين نبدأ ومن منا يبدأ! [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D