عرف القراء الراحل راشد الحمدان رحمه الله كاتبا في شتى فنون الكتابة ومنها الدعابة وأحيانا السخرية إلى جانب دخوله في معارك أدبية مثل معركته مع علي العمير، ومشاركته في السجال الأدبي حول النديم وابن النديم ومن منهما مؤلف كتاب الفهرس، إضافة إلى سجال جيم جدة. وننشر هنا واحدة من مداعباته لصديقه حمد القاضي التي نشرتها الثقافية ورد الشاعر أحمد الصالح. الإخوانيات من أجمل المواد الأدبية التي يحبها القراء لكنها نادرة.. خاصة في السنوات الأخيرة.. مؤخراً عثر الشاعر أحمد الصالح (مسافر) على قصيدتين لطيفتين تمثل هذا النوع الجميل من الشعر بينه وبين الشاعر راشد الحمدان. بدأها راشد الحمدان معاتباً صديقه حمد القاضي.. وقال مخاطباً أحمد الصالح: كان من عادة الصديق الأستاذ حمد القاضي أن يهاتفني من حين لآخر ويسأل عن الحال، لكنه بعدما رشح لمجلس الشورى (وهو كفء لذلك) قطع عادته تلك.. فعاتبته بهذه الأبيات: ولماذا قد جفانا..؟ أصبح القاضي عضواً ألمعياً.. في المشوره لبس البشت فأرسى وَسَط القوم حضوره ألهتِ الشورى صديقاً عَرَف الناس سطوره كلّها حب و.. ودُّ وتعابيرَ.. مثيره أريحيّ.. حاتميّ تاوم الجود.. جذوره من تلا دفتر حب وجد القاضي سطوره كلما مر زمان... جاء صوت ثم صوره عبر جوال عجيب أصبح اليوم.. ضروره وضى وقت طويل طَمَر النسيان.. سوره لم يهاتفني صديقي ضاعف الله.. سروره لم يكن يُعرف عنه أنه أبدى.. غروره.. فلماذا.. قد جفانا.. بعدما عشنا.. حبوره إن يكن أزمع بُعدا أبعد الله.. شروره أحمد الصالح.. أسأل من ترى أذكى نفوره؟ (1) - راشد الحمدان *** (1) أحمد الصالح هو الشاعر المعروف (مسافر) اسلم لنا الخل الوفي للصديق الغالي راشد بن محمد الحمدان من صديقيك القاضي ومسافر لحبيبنا الصافي السريره شرقه أذكى شعوره الشاعر العذب الروي بحاره دوماً غزيره في كل عصماءٍ له بحر لحن يغشى بحوره ألقى عتاب مودة ومحبة كان سفيره يا حِبَّنا.. وصديقنا هذا زمان (خبثعوره) (1) ألهى بنيه بنفسه وبحادثات مستطيره وبزهرة الدنيا التي أخذت بألباب العشيره حتى تنكر في الحياة الابن والبنت الأثيره والناس بين مُفرِّطٍ أو مسرف أعمى البصيره يا شاعري.. رفقاً فما الشورى وصفحات الجزيره قد غيرت لك صاحبا أو بدلت لك منه سيره لك من أبي بدر رضاه ونفسه لكمو شكوره يحلو الحديث بذكركم وشذاه طاب كذا عبيره أما (مسافر) أمره أمر وتنبيكم سطوره فالشوق يملأ قلبه ويكاد يصليه سعيره لأحبة لوصالهم نسعى وأعيننا قريره صرف الزمان أقامهم في كل إقليم وديره وتباعدت بهم الديار وعيلة لهو كثيره واستأثرت بحياتهم دنيا بما تغري غروره يا راشد بن محمد نفس ا لصديق لكم عذوره لا زلت أولى بالحفي من السؤال وأن تزوره فاسلم لنا الخل الوفي حبيبنا المحمود سيره (1) أي رديء