تعقيباً على ما نشرته صحيفتنا الجزيرة بتاريخ 21-8-1434ه تحت عنوان (إلى سمو أمير الرياض هؤلاء حرمونا من أداء الصلاة في المساجد والجوامع) بقلم أخي (سعد بن عبد الله الكثيري)، تحدث فيه عن الإسراف المتعمّد باستهلاك الطاقة الكهربائية في بيوت الله بصفة عامة والتي تتمثل في الإسراف بتشغيل كامل المكيفات على مدار الساعة في البعض من المساجد وكذا الأنوار، إلى جانب الإسراف في وضع مكبرات الصوت وما يترتب عليها من إزعاجات لمن ينشدون الراحة والهدوء من مرضى وأطفال، ومما يؤدي إلى تداخل أصوات المؤذنين وكذا الأئمة أثناء صلوات التراويح والقيام في رمضان. حقيقة أن ما ذكره أي سعد هو الواقع، وأذكر أنه سبق وأن كتبت عن هذا الموضوع وعقبت عليه أيضا بل وكتب عنه آخرون عبر هذه الصفحة بهذه الجريدة، ولكن وكما قال الكثيري لا حياة لمن تنادي، أو قل أذن مملوءة طيناً وأخرى عجيناً، سواء بالنسبة لمسؤولي الوزارة أو لمن عناهم الأمر من أئمة ومؤذنين، وأنا أحد المؤذنين واقع في جهاد مع بعض المصلين من أجل الأخذ برأي أخي سعد بل وجدت العداوة من البعض ولا زلت في الجهاد، ولو قلت إن واحداً من الجماعة يصر على إشعال أنوار أكثر من اللازم مدعياً أن زيادة الأنوار تفتح النفس وهل الإسراف مما يفتح النفس؟ لا أعتقد ذلك والله سبحانه يقول: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}، ونبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم قال: (لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ) أما الإسراف غير المقبول بتاتاً فيتمثل بوضع «كبوس» على مدار سطح المسجد بقوة ألف شمعة لكل كبس فلماذا هذا الإسراف، والأسوأ بقاؤها مشتعلة حتى بعد صلاة الفجر، صدقوني إن مسجداً لا تزيد أطواله على 20×20 متراً به أكثر من 11 كبساً، أيجوز هذا وإنه لأمر غريب أن أحد جيران المسجد الملاصق ادعى عدة مرات أنه لا يسمع النداء ويطلب رفع صوت الجهاز، غير أن من خلفه بعشرات الأمتار يسمع النداء وحتى الإقامة بكل وضوح ولكن ربما لقصد الأذى لا أدري والله المستعان، ولذا أضم صوتي لصوت أخي سعد ولكني أوجه الطلب إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف متمثلة بإدارة فرع الوزارة بالرياض إلى تنفيذ ما سبق أن وعد به، بل وصرح به مراراً وتكراراً معالي وكيل الوزارة الدكتور توفيق السديري بمتابعة مثل هذه الأمور والقضاء على تلك المشاكل والتأكيد الشديد على الأئمة والمؤذنين بتنفيذ ما لديهم من تعليمات تتعلق بخدمة المساجد، والاهتمام بالترشيد أياً كان، بل أهيب بمعاليه بالإسراع بوضع فواصل في المسجد الكبيرة لعزل أماكن الصلوات الخمس عن بقية الصفوف التي لا نحتاج إلى إنارتها أو تبريدها إلا في أوقات صلاة الجمع، والشيء المؤكد أن تلك الفواصل الزجاجية ستوفر ما يزيد على 50 إلى 70 % من الطاقة وهذه سيستفيد منها عدد كثير من أرباب المنازل الذين ينتظرون الدور في توصيل التيار الكهربائي إلى منازلهم الجديدة، وختاماً فما قاله الأخ سعد من ملاحظات تجاه المساجد حقيقة واقعة ولابد من السعي بجد لوضع الأمور في نصابها من أجل المصلحة العامة. صالح العبد الرحمن التويجري - الرياض