يشدني صوت الأذان في الحرم المكي الشريف ويترك في نفسي اثر عميق وتغمرني روحانيه عظيمة وطمئنيه وسكينه واشعر أن هذا النداء موجهه لي دون الآخرين . ما ينتابني من شعور في هذا المكان ومن هذا الصوت لا استطيع أن اشعر به في مكان أخر ومن صوت أخر . وقصة بلال رضي الله عنه عندما أذن في المدينة تفسر هذا : رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟)... فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!)... فعلا سطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر)... ارتجّت المدينة فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله)... زادت رجّتها فلمّا قال: (أشهد أن محمداً رسول الله)... خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤيا يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم... اذان بلال ذكر المسلمين بالرسول علية الصلاةوالسلام وهم لم ينسوة ولكنهم استشعروا وجودة عندما ملاء صوت بلال ارجاء المدينة فالصوت اعادهم الي زمن معين وعاشوا لحظات من زمن قد مضى فالأذان من أهم وسائل الإعلام وهو فلسفة عميقة لا يختلف عليها اثنان ووسيلة دعوية مهمة و هذا الأثر البالغ الذي يتركه صوت المؤذن في نفوس الآخرين له معاني عظيمة تدل على أهمية الأذان في حياة المسلمين بل في حياة الآخرين من غير المسلمين والسر يكمن في المؤذن وصوته أما كلمات الأذان فهو أمر لا يخفى على احد أنها تدخل السكينة في النفس وتزرع النور والأمل للأصحاء قبل المرضى .حيث أن هناك طبيب بريطاني اكتشف إن الأذان وكلماته علاج للمرضى النفسيين وأصحاب الاكتئاب وهو لم يكن يعرف انه أذان للمسلمين لدخول وقت الصلاة و الفنانين بإحدى معارض سويسرا يضعون الأذان للجمهور لما فيه من الآثار النفسية والروحانية العظيمة نحن نسمع الأذان في اليوم خمس مرات ولكن كيف نسمعه وبأي الأصوات وكيف يؤثر فينا وفي الآخرين؟؟؟؟؟ ربما نحتاج إلي وقفه وتأمل لهذا الأمر اليوم هل المؤذنين اليوم يؤدون الأذان كوظيفة فقط بعيدين عن الإحساس الروحاني بهذا الأمر العظيم واهميتة ومكانته فالمؤذنين أطول أعناقا يوم القيامة وهذا لشرف المكانة وعظمة الوظيفة والنداء ولهذا لابد من اختيار المؤذن على أسس ومواصفات عالية الدقة ابتداء من شخصية المؤذن إلي قدراته الصوتية فشخصية المؤذن يجب أن تتوفر فيها مواصفات عديدة و هناك من يستطيع استنتاجها وضبطها ولكني سأذكر بعض منها الثقة :لابد أن يكون المؤذن صاحب ثقة تخوله لحمل هذه المسؤليه العظيمة فهي ليست وظيفة وحسب . الأمانة:لابد من توفرها في المؤذن فهذا أمر تتعلق به عبادات الناس من صلاة وصوم أن يكون عنده علم بما هي واجبات المؤذن ويعرف على الأقل صيغ الأذان أن يكون لدية قدرة على الحفظ في حالة النيابة عن الإمام الالتزام بالحضور وإيجاد من ينوب عنه في حال غيابه أن يحمل المؤذن هم الدعوة وليس الأذان فقط أن يملك طبقة صوتيه مميزة وقدره عاليه على التحكم في درجات الصوت أن يمتلك شخصية قويه مؤثرة فالصوت جزئ من الشخصية بلا شك هذا على سبيل المثال وليس الحصر إنها مسؤولية القائمين على المساجد من أئمة وغيرهم وهناك من يستحق أن يحمل هذه المسؤليه و قادر على إيصال الرسالة بشكلها الصحيح غير أنهم قله في بلد تملا أرجائه المساجد وتعلوا في سمائه الآلف المنابر أتمنى أن يصل الأذان إلي كل قلب وليس كل أذن فالأذان وسيله دعوية مهمة ووسيلة إعلاميه مؤثرة في المسلم وغيرا لمسلم فهل نجد من يبكينا صوت اذانه يوما ما مثل مافاعل بلال بأهل المدينة إذا كان الأذان مجرد إعلان لوقت دخول الصلاة فقط فهل نستغني عن المؤذنين بالات التسجيل ألحديثه ويستطيع المؤذن أن يقوم بوظيفته من خلف الكيب بورد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟