لا يراعون المرضى وكبار السن والصغار في البيوت ووضعوا مكبِّرات الصوت والسماعات كعناقيد العنب على المنابر وداخل المساجد..! إهدار كبير للطاقة الكهربائية تنير قرى كاملة وحوّلوا (باحات المساجد) الداخلية إلى (فريزرات دائمة) تضر بالمصلين! كتبت عدة مرات عبر منبر (الجزيرة) الحر وعبر هذه الصفحة المتألقة (عزيزتي الجزيرة) العام الماضي والذي قبله، عن مشكلة تؤرق جميع المصلين صغاراً وكباراً، ولكن لا حياة لمن تنادي ولا تجاوب من وزارة الشؤون الإسلامية ولا حتى وزارة المياه والكهرباء اللتين يهمها الأمر أولاً وأخيراً! وحين يئست ويئس غيري الكثير من وجود حلول مناسبة لمعالجة هذه المشكلة المزعجة، لم يبق أمامي بعد الله إلا صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي أثق تماماً أنه سيحلها وسيعالجها نهائياً! هذه المشكلة (المستفحلة) تتمثل في هؤلاء الأئمة والمؤذنين في أغلب مساجد وجوامع العاصمة الرياض وتتمثل في: 1- الإسراف الكبير في الطاقة الكهربائية بتشغيل كامل (المكيفات) وعلى مدار الساعة في الصيف، وكأن الداخل إلى هذه المساجد والجوامع داخل ثلاجة (فريزر) دون رحمة ورأفة بالمصلين وخاصة كبار السن، الذين يتردّدون في أداء الصلاة في هذه المساجد، بسبب البرودة الشديدة وما يشتكون من أمراض (الروماتيزم) تزيدها هذه البرودة ألماً وأذى بهم، هذا في الوقت الذي تحتاج معظم الأحياء التي تشتكي من انقطاع الكهرباء هذه (الطاقة المهدرة) من لدن الأئمة والمؤذنين! 2- إصرار هؤلاء الأئمة والمؤذنين على وضع عشرات «المايكرفونات» في المآذن وكأنها «عناقيد عنب» ليتسبب صوتها العالي والقوي في إزعاج المرضى وكبار السن والأطفال في المنازل، فمكبرات الصوت هذه تحدث إزعاجاً وصوتاً عالياً وتداخلاً في وقت واحد، دون مراعاة للصغار والكبار وحالاتهم الإنسانية من مرض وغيره، وقد طالبنا كثيراً وزارة الشؤون الإسلامية بتخفيف مكبرات الصوت وتخفيض صوتها العالي، ولكن لا مجيب من المسؤولين في هذه الوزارة طوال السنوات الماضية، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن الإخوة الأئمة والمؤذنين وضعوا عشرات السماعات الكبيرة ونشرها في جميع أرجاء وأركان المساجد، لدرجة أن المصلين في الأوقات وخطبة صلاة الجمعة لا يسمعون «التلاوة والخطبة» بل يسمعون صوتاً عالياً يزلزل أرجاء هذا المسجد أو ذاك بسبب إصرار وتعنُّت هؤلاء الأئمة. يا سمو الأمير إن الإسراف الكبير في الطاقة بالمساجد والجوامع لا يقره العقل ولا المنطق من هؤلاء الأئمة والمؤذنين، الذين تحملوا أمانة هم مسؤولون عنها أمام الله، ولكنهم وأضروا بثروة الدولة من الطاقة وأضروا بصحة المصلين ومرتادي بيوت الله والسكان المجاورين لها، وأحب أن أؤكد أن الطاقة المهدرة لأي مسجد تنير قرية كاملة. فقد فرض هؤلاء علينا وعلى كافة المساجد والجوامع التكييف العالي والصوت العالي عبر السماعات الكبيرة، وحرمونا (روحانية) المسجد والتعبد براحة وطمأنينة ومتعة الدعاء والاستغفار وأدعو إلى تشكيل لجنة من الجهات المختصة للتأكد من ذلك ومعالجة الوضع سريعاً. ثم إنني أسأل هل يرضى هؤلاء بإهدار هذه الطاقة في منازلهم؟ ثم لماذا لا توضع فاتورة شهرية للكهرباء لكل مسجد وجامع وإذا زادت عن حدها «المحدد» تخصم من مكافأة الإمام والمؤذن، وأعتقد أن هذا هو الحل المناسب معهم. سعد بن عبد الله الكثيري - الرياض