في أحد الحوارات التلفزيونية التي أشارك فيها، نبّه العقيد السوري المنشق والمتحدث باسم الجيش السوري الحر العقيد الطبيب زكريا بأن الجيش السوري الحر متنبّه لما يُدبَّر لسورية لجعلها ساحة صراع بين المنظمات والجماعات الإرهابية من المتشددين من كل الأطياف الإسلامية، وأن تلكؤ الغرب في السماح للجيش السوري الحر بالحصول على أسلحة نوعية ودفاعية والضغط على الجهات التي توفر الأسلحة في السوق السوداء من أجل الحد من تقدم كتائب الجيش الحر لتحرير دمشق، كما غضت النظر عن تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى ساحة المعارك، بل هناك معلومات بأن الإعلام الغربي قد حرض التنظيمات الإرهابية الطائفية من الطرف الآخر للتدخل في المعارك الدائرة في سوريا من خلال نشر مقالات ومواضيع توحي بأن الدول الغربية لا تعارض مقاتلة مليشيات حسن نصرالله ونظيرتها العراقية من الجماعات المتطرفة كجبهة النصرة والقاعدة ومقاتلي ما يسمى بدولة العراق الإسلامية، كما يؤكد العقيد زكريا بأن هناك تفاهماً بين الغرب بمن فيهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وبين روسيا على فتح الساحة السورية للجماعات المتطرفة لتصفية بعضها البعض، وذلك باستدراج مليشيات حسن نصرالله والعصابات الطائفية العراقية من أمثال منظمة بدر وعصائب الحق لمواجهة متطرفي الجهة الأخرى من مقاتلي دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة والقاعدة ليصفوا بعضهم البعض، وبذلك يتم التخلص من المتطرفين «المسلمين» من السنَّة والشيعة معاً، ومثلما استعار أحد الكُتاب الغربيين المثل العربي المشهور «بيض يكسر بعضه»، أغمض الغرب عيونه عن تدخل مليشيات حسن نصرالله والمقاتلين القادمين من العراق وتدفق الأسلحة الروسية والإيرانية، مثلما كان الأمر مع مقاتلي القاعدة وجبهة النصرة، لأن المخطط كان يهدف إلى زج المقاتلين المتطرفين ليصفي بعضهم البعض وهكذا، وبعد مشاركة المقاتلين الإرهابيين القادمين من لبنان والعراق أمكن الحد من تقدم الجيش السوري الحر واستعادت قوات الأسد بعض المناطق، وعندما مال الوضع لصالح الأسد ومليشيات حسن نصرالله، سمح الغرب بإرسال الأسلحة للجيش السوري الحر من أجل إعادة الكرة ليستمر القتال بين الأطراف السورية والإسلامية وكل من دخل سوريا ممن يصنفون كإرهابيين من جميع الأطراف مثلما حصل قبل ذلك في العراق. هذا الأمر تنبّه له الثوار السوريون وبدؤوا يتعاملون معه بصورة «برغماتية» دون الوقوع في شراك من يريدون استغلالهم لتحقيق أهدافهم على حساب دماء السوريين، وكان الأجدر بمن يرفعون شعار المقاومة والممانعة معرفة ما يحفر لهم من «حفرة» للتخلص منهم وبأيدي من كانوا يناصرونهم ويعتبرونهم شركاء في مقاومة الأعداء [email protected]