تدور الأيام وتكتمل دورتها السنوية، وتنتشر تساؤلات: هل سيكمل شعبان أيامه، أم سيطل رمضان بعد غروب شمس يوم الاثنين 29 شعبان 1434ه؟ ترى هل لا يزال الوضع كما هو بالرغم من التطور التقني السريع خلال السنوات الأخيرة؟ قبل الخوض في إجابة السؤال يتطلب التمعن في الأوقات الدقيقة لغروب كل من الشمس والقمر والتي تعطي انطباعًا أولاً عن حالة إمكانية الرؤية: أهي مستحيلة أم صعبة أم ممكنة؟ هذا يختلف من مكان إلى آخر اعتمادًا على خطوط العرض والطول. فتأثير خطوط الطول على إمكانية رؤية الهلال يتضح بأنه كلما اتجهنا غربًا تكون إمكانية الرؤية أكبر من الشرق. أما تأثير خطوط العرض فيعتمد على وضعية الهلال بالنسبة للشمس؛ فهو إما أن يكون على يمينها أو على يسارها ، فإذا كان الهلال على اليسار فإنه كلما اتجهنا جنوبًا كانت إمكانية الرؤية أكبر، والعكس صحيح. وهلال رمضان القادم يقع على يسار الشمس لذا فتأثير خطوط العرض يتضح في أن القمر يغرب في تبوك يوم الاثنين 29 شعبان قبل الشمس بدقيقتين، ومع الشمس في المدينةالمنورة، وبعد الشمس بدقيقة في مكةالمكرمة، وبعد الشمس بدقيقتين في أبها، وبعد الشمس بثلاث دقائق في جيزان. أما تأثير خطوط الطول فيتمثل في أن القمر يغرب قبل الشمس في الرياض وما يحاذيها بدقيقتين، وكلما اتجهنا غربًا فإن غروبه يتأخر لتأخر الغروب، لذا فإنه يغرب بعد الشمس بدقيقة في مكةالمكرمة. ومن هذه المقدمات المتمثلة في غروب كل من الشمس والقمر نجد أنه من المستحيل أن يُرى الهلال في شرق ووسَطِ وشمال المملكة لغروبه قبل الشمس. أما في غرب المملكة فمن مكة إلى الجنوب حيث يكون ارتفاع الهلال ما بين رُبع درجة إلى أقل من درجة، أي أن قرنه السفلي يكون ملامسا للأفق الساطع - وبقائه قبل غروبه يكون لمدة دقيقة أو دقيقتين - فإن رؤيته تكون صعبة جدا بل تصل إلى رتبة المستحيل، وذلك بناءً على الأبحاث الحديثة واعتمادًا على إرث تاريخي علمي موثق. بينما ستكون الرؤية ممكنة في الأجزاء السفلى من أمريكا الجنوبية. ومع التسارع التقني في وسائل الرصد الحديثة والتي صاحبتها الحاسبات السريعة التي أتاحت معالجة لصور بشكل لم يكن مسبوقًا ومكنت من تصوير الهلال نهارًا مرتفعًا عن الأفق، فإنها لم تتمكن حتى الآن من تصوير الهلال على ارتفاعات منخفضة كهذه، مما يشير بأن رمضان سيبدأ بإذن الله الأربعاء الموافق 10 يوليه. رئيس قسم الفلك - جامعة الملك عبدالعزيز