إنه سؤال ذو "نكهة سنوية" اعتدناها منذ عقود، وتظهر إجابات متأرجحة بين مقبولة ومستهجنة، كما تظل التعليقات متناقضة على مستويات عدة.. تُرى هل لا يزال الوضع كما هو بالرغم من التطور التقني السريع خلال السنوات الأخيرة؟! وفي تصريح ل"سبق" قال أ. د. حسن محمد باصرة، رئيس قسم علوم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إن الحسابات الفلكية في المراصد الفلكية تبين أن رمضان المبارك سيبدأ فلكياً يوم الأربعاء الموافق 10/7/2013، وذكر أن هلال رمضان لن يُرى مساء الاثنين 29/8/2013 الموافق 8/7/2013.
وأكد أن الأيام تدور وتكتمل دورتها السنوية، وتظهر همسات بصيَغٍ شتى وقصدها واحد، وكُلُّها إلى ذاك الهلال تُشير.
وقال: يتطلب الصدق منا التمعن في الأوقات الدقيقة لغروب كل من الشمس والقمر، والتي تعطي انطباعًا أولياً عن إمكانية الرؤية أهي "مستحيلة" أم "صعبة" أم "ممكنة"، هذا يختلف من مكان إلى آخر، اعتمادًا على خطوط العرض والطول.
وفي سؤال حول تأثير خطوط الطول على إمكانية الرؤية، أوضح الفلكي حسن باصرة أنه من خلال تأثير(خطوط الطول) على إمكانية رؤية الهلال، يتضح لدينا أنه كلما اتجهنا غرباً تكون إمكانية الرؤية "أكبر" من الشرق.
وتابع: أما تأثير "خطوط العرض" على إمكانية رؤية الهلال، فيعتمد على وضعية الهلال بالنسبة للشمس، فهو إما أن يكون على يمينها (شامي)، أو على يسارها (يماني)، فلو كان الهلال يمانياً فإنه كلما اتجهنا جنوباً كانت إمكانية الرؤية أكبر، والعكس صحيح.
وأردف: وبِمَ أن هلال رمضان القادم يقع على يسار الشمس فإنه كلما اتجهنا جنوباً فإن إمكانية الرؤية تصبح أكبر، ولإيضاح ما سبق وكتطبيق عملي فإن القمر في تبوك يغرب يوم الاثنين 29 شعبان الموافق 8 يوليو 2013م قبل الشمس بدقيقتين، ومع الشمس في المدينةالمنورة، وبعد الشمس بدقيقة في مكةالمكرمة، وبعد الشمس بدقيقتين في أبها، وبعد الشمس بثلاث دقائق في جيزان، وهذا تأثير خطوط العرض.
وعن تأثير خطوط الطول قال إنه يتمثل في أن القمر يغرب قبل الشمس في الرياض وما يحاذيها بدقيقتين، وبالتالي تستحيل رؤية الهلال، وكلما اتجهنا غرباً فإن غروبه يتأخر لتأخر الغروب، لذا فإنه يغرب بعد الشمس بدقيقة في مكةالمكرمة.
ومن هذه المقدمات المتمثلة في غروب كل من الشمس والقمر نجد أنه من المستحيل أن يُر الهلال في شرق ووسط وشمال المملكة.
واستطرد: أما في الغرب فمن مكة إلى الجنوب، حيث يكون ارتفاع الهلال فيها ما بين ربع درجة إلى أقل من درجة، فتكون الرؤية مستحيلة لارتفاع القمر المتدني فوق الأفق، وذلك اعتماداً على إرث تاريخي علمي موثق يشير إلى عدم إمكانية الرؤية في هذه الظروف المتمثلة في بقاء الهلال دقيقة أو دقيقتين قبل غروبه.
وأوضح أن قرنه السفلي ملامس للأفق اللامع، ما يرفع صعوبة الرؤية إلى رتبة المستحيل في جنوب المملكة، بينما ستكون الرؤية ممكنة في الأجزاء السفلى من أمريكا الجنوبية.
وأضاف أنه على الرغم من التسارع التقني في وسائل الرصد الحديثة، والتي صاحبتها حاسبات سريعة أتاحت معالجة الصور بشكل لم يكن مسبوقاً، ومكنت من تصوير الهلال نهاراً مرتفعاً عن الأفق، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تصوير الهلال وهو على مثل هذه الارتفاعات المنخفضة، ما يشير إلى أن رمضان سيبدأ بإذن الله الأربعاء الموافق 10 يوليو.