هل يمكن ان تتحد البلدان الإسلامية وتتوافق علي يوم واحد يكون عيد الفطر المبارك لهذا العام ؟ في ظل الجدل السنوي ما زال هنالك عدم قدرة على التوافق رغم ما تتيحه المستجدات في علم الفلك والمناظير التي يمكن من خلالها رؤية الهلال بشكل واضح وجلي ؟ هذا العام ربما يتم الاتفاق والتوافق ان شاء الله ؟ فقد بات ما يمكن وصفه باتفاق جمعيات فلكية على انه قد يكون رمضان 30 يوما وان يكون العيد هو اليوم الاول من أكتوبر 2008 م الأربعاء القادم ؟ ومن اجل هذا يأتي هذا التقرير موثقا برؤية من السعودية والجزائر فقد أفاد المهندس ماجد محمد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة في بيان له أن هلال شهر شوال سيولد " اقترانه " فلكيا " (المحاق) يوم الاثنين 29 رمضان وذلك في تمام الساعة 11:12 ظهرا وان القمر سيغرب قبل غروب الشمس في تمام الساعة 06:05 مساء في مكةالمكرمة على أن الشمس ستغرب عقب غروب القمر في تمام الساعة 06:11 مساء وخلص المهندس ماجد إلى أن النتيجة وفق المعايير الفلكية ستكون وفق الأتي : بما أن القمر غرب قبل غروب الشمس فهذا يعني بان الأفق سوف يكون خاليا من أي هلال فعليه يكون اليوم التالي الثلاثاء هو المتمم للثلاثين من شهر رمضان المبارك . أما يوم الثلاثاء 30 رمضان فسيشهد غروب كامل لقرص الشمس في تمام الساعة 06:10 مساء وسيكون الهلال عند الغروب مرتفعا فوق الأفق بمقدار خمس درجات وزاوية سمت 252 درجة قوسيه كما سيكون البعد الزاوي " الاستطالة " بين الشمس والقمر خمسه عشرة درجة في حين ستكون نسبة إضاءة السطح 1.8 في المائة من إضاءة البدر المكتمل وسيغرب الهلال في تمام الساعة 06:30 مساء وبناء على ذلك فان النتيجة وفق المعايير الفلكية تجعل رؤية الهلال بالعين المجردة في غاية السهولة . وأضاف ابو زاهرة : أما يوم الأربعاء غرة شهر شوال حسب تقوم أم القرى فسيشهد غروب كامل قرص الشمس في تمام الساعة 06:09 مساء وسيكون القمر عند غروب الشمس مرتفعا بمقدار 13 درجة وزاوية سمت 243 درجة قوسية ، فيما سيكون البعد الزواي (الاستطالة ) بين الشمس والقمر 26 درجة ، وستكون نسبة إضاءة السطح 5.4 في المائة من إضاءة البدر المكتمل وسيغرب الهلال في تمام الساعة 07:16 مساء ، وبناء عليه يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة بكل سهولة وأكد رئيس المركز الجزائري للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفزياء السيد نسيم سغواني أن ليلة اقتران الشمس بالقمر "ليلة الشك" ستكون يوم 29 رمضان 1429ه الموافق ليوم 29 سبتمبر 2008م، وفي هذا اليوم سيغيب القمر قبل الشمس ب12 دقيقة بالعاصمة وثلاث دقائق في تمنراست مما يجعل رؤية القمر مستحيلة بعد الغروب في نفس اليوم. وستكون عدة رمضان ثلاثين يوما وسيصادف عيد الفطر يوم الأربعاء الفاتح من أكتوبر حسب جميع التقديرات الفلكية والعلمية، وأضاف المتحدث أن جميع المراصد الفلكية العالمية تجمع على غياب القمر قبل الشمس يوم الاثنين 29 سبتمبر مما يجعل رؤيته بعد الغروب غير ممكنة، وقال أن رؤية الهلال في مكة ستكون مستحيلة في ذات اليوم، لأن تحري القمر يزداد تعقيدا وضبابية كلما اتجهنا شرقا، وأكد رئيس المركز الجزائري للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفزياء أنه بصدد اعداد تقرير شامل يتوفر على جميع المعطيات العلمية والفلكية حول الموضوع سيقدم لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي تبقى الجهة الوحيدة التي يخول لها الفصل في الموضوع وتحديد الفاتح من شوال بالرجوع للعديد من القواعد الفلكية والفقهي وفي ذات السياق أكد رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك الدكتور المحاضر جمال ميهوب أن يوم العيد سيكون يوم الأربعاء الفاتح من سبتمبر حسب العديد من المعطيات الفلكية أولها أن القمر سيكون تحت الأفق بثلاث درجات مما يعني أنه سيغيب قبل الشمس "12 دقيقة بالعاصمة"، وذلك في جميع البلدان الإسلامية التي صامت معنا، وأضاف أن جميع المجمعات الفلكية في العالم تؤكد أن رؤية الهلال يوم الاثنين ستكون مستحيلة وهذا ما أعلنه مرصد باريس لعلم الفلك. رؤية مخالفة: العيد الثلاثاء وفي جهة مخالفة، أكد الدكتور لوط بونا طيروا أن يوم الأول من شوال المصادف لعيد الفطر سيكون يوم الثلاثاء 30 رمضان 1429ه الموافق ليوم 30 سبتمبر 2008م وذالك بسبب إمكانية رؤية الهلال في البقاع المقدسة واتضاحها عالميًا انطلاقا من جنوب أمريكا، حيث يُقدر دُخول القمر في مكة إلى منزلته الأولى من بين 28 منزلة الشهرية المعروفة بحيث يكون القمر، حينها، ابتعد عن الشمس بزاوية 04_ وفي الجزائر يُقدر الابتعاد بزاوية 05_ وبأمريكا الجنوبية بزاوية 07_ ،.... وهذا ما يعني أن البلدان الأخرى خاصة منها الشمالية التي لم يتضح عندها رؤية الهلال تستطيع الاعتماد على هلال مكة استنادًا إلي مرجعية المسلمين في هذا الأمر المتفق عليها بين الفلكيين والفقهاء في مدينة اسطنبول 1973م وجدة 2001م حول ضرورة مراقبة عالمية للهلال انطلاقا من مكةالمكرمة.