القاعدة الذهبية لجذب انتباه الآخرين، وكسب متابعتهم واهتمامهم عبر وسائل الإعلام اليوم، هو تركهم يسمعون أنفسهم بصدق ودون تدخل أو جراحة تجميلية عبر هذه الوسائل! بكل تأكيد من الصعب تحقيق ذلك بشكل كامل دون رقابه، فالقاعدة الأخرى مفادها (لا موضوعية مطلقة)، وهنا يكمن الفرق بين وسائل الإعلام العربية والأجنبية؟! الأمر لا علاقة له بالمصداقية إطلاقاً، فقط كن مقنعاً للمشاهد حتى لو كان خبرك كاذباً، والأهم جعل المشاهد يصل للنتيجة التي ترغبها وهو يشعر معك بالموضوعية وعدم التحيز! زاوية الصورة أحياناً قد تكون (غير بريئة)، وتعطي مفهوماً مغايراً لما هو على الواقع، وهذا ما نراه دائماً في صور الحروب والصراعات..؟! الفضائيات العربية تدور في فلك آخر، وتسبح في عالم مختلف، فهي تقدّم الصورة مقلوبة أحياناً، على طريقة اختيار (مذيعة جميلة) لقراءة نشرة حزينة، لتسحر المشاهد العربي وتجعله في (خبر كان)، رغم أن عناوين النشرة خالية من أي شيء يدعو (للحياة أصلاً)، فضلاً عن (الابتسامة الخوقاقية) أصبحت جزءاً من خبر سقوط جرحى وقتلى وأسرى..! أحد المدراء التنفيذيين لمجلة (مصورة) تعتمد على رصد المناسبات وحضورها بالصور فقط، دون تحرير أو كتابة أو تحليل، يقول أمس الأول في الرياض: نحن الرقم واحد في لبنان ومصر والخليج، وقريباً سنكون كذلك في السعودية! والسبب أن الأخ وفريقه يحضرون للمناسبات العامة والخاصة (بعدساتهم فقط)، يلتقطون صور الحضور ويبيعونها في العدد القادم؟! الكل يبحث عن صور من حضر هذه المناسبة؟! من جلس بجوار من؟! أهل الاقتصاد يتنبئون بالصفقات القادمة، من خلال تحليل تقارب الحضور، وكذلك أهل السياسة، والإعلام.. إلخ، مكانة صاحب المناسبة تحددها درجات ومستويات من في الصور! الصورة أبلغ من أي تعليق، رغم أنها قد تكون هي الأخرى (مصطنعة) وغير بريئة؟! لكي ينجح الإعلام لدينا، يجب أن يصنعه الناس بأنفسهم، يسمعون أصواتهم وقصصهم ويشاهدون أشكالهم الحقيقة، بعيداً عن المثاليات والصور غير المقنعة! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]