قبل عدة سنوات رفضت (مدربتي الخواجة) إجازة طريقة بناء المادة التلفزيونية التي قمت بإنتاجها أثناء حصة تدريبية (قاسية) في مدينة دبي للإعلام، السبب أن الموسيقى التي استخدمتها (كمؤثر جانبي) غير مسموح بإضافتها دون إذن من مصدرها، قد يكون هذا معمول به لديهم، أما لدينا (فكل من أيده اله)!. والدليل أنه منذ الثلاثاء الماضي وتلفزيون نسمة التونسي الخاص يتهم قناة الجزيرة (بلطش) صور خاصة لتغطية (جنازة بلعيد) ودمجها بصور أرشيفية وتقديمها للمشاهد العربي وكأنها من تصوير قناة الرأي والرأي الآخر!. طبعاً المتتبع لعمليات (اللطش والنهب الفضائي) بين القنوات العربية يجد أن (قناة الجزيرة) نفسها تعيش ما بين (لاطش وملطوش) فقد عانت مرات عدة من هذا الأسلوب الأسهل لمتابعة الخبر وتغطيته، فالفضائيات العربية بما فيها الجزيرة (عجيبة) وتعكس ثقافة الكسل العربي في تتبع الخبر وتحليله وقراءات ما ورائه؟!. الفضائيون العرب (كُسالى) يعتمدون على الوكالات والمحطات الكبرى فهم يكتفون عادة (بعين واحدة) تكون قد سبقتهم وتكبدت عناء ومشقة الوصول إلى الحدث، لينقلوا من خلالها ما جرى، فيطمسوا شعار (ناقل الخبر) لينسبوا الصور لهم ويكتبون التعليق الأنسب ويدمجون ما يريدون ويستبعدون ما يريدون تبعاً لمواقفهم ورغباتهم ؟!. المشاهد العربي قد تنطلي عليه مثل هذه (الحيل الفضائية) وقد يضبط شيئاً منها!. على العكس من ذلك نجد أن المحطات الأمريكية والغربية لا تجد أي عيب أو تقليل من شأنها وقدراتها في الإشارة إلى المصدر عند النقل، فالصورة أو التعليق (يحمل شعار مصدره) ليكون المشاهد على بينة، طبعاً هذه ليست (مثالية) بقدر ما هي التزام بالمهنية وتجنب عقوبة (الحقوق الأدبية) التي يتم تحويلها إلى مطالبات مالية تكسر ظهر السارق، لتجعله يفكر ألف مرة قبل لطش أي منتج (فكري أو ثقافي)!. التجربة عشناها بوضوح في (الفضاء الرياضي) ومسألة حقوق النقل الحصري وخلافه، وإن كانت ثقافتنا ستتغير فإن لأهل الرياضة السبق في ذلك، أما أسوأ مراحل اللطش فتعيشها هذه الأيام شركات الإنتاج المصرية السينمائية، التي تصرخ بأعلى صوتها في وجه (فضائيات) تعرض الأفلام الملطوشة (مجاناً) على شاشاتها وبرعاية أيضاً، مما تسبب في خسارة نحو (100 مليون جنيه) من عوائد الأفلام الملطوشة خلال أشهر فقط!. بعض الفضائيات العربية تستحق رفع شعار (لطش تآيم).. فالأخبار ملطوشة.. والمباريات ملطوشة.. والمسلسلات ملطوشة! يا هيك المصداقية يا بلا!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]