أرجعت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة على لسان مدير إدارة نظم الإدارة سعود الشبانات، عدم تمكن الكثير من منشآت القطاع الخاص في المملكة من الحصول على شهادة الآيزو 9001 بسبب عدم التزامها بمفهوم الجودة في الإدارة وتطبيق معاييرها بشكل ناجح. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه استطلاع على الموقع الإلكتروني للهيئة حصول خمس إدارات حكومية وشركتين فقط على شهادات سارية للآيزو 9001 ممنوحة من قبل الهيئة، والتي تعنى بطريقة أداء العمل في القطاعات والتي تتضمن معايير أساسية الغرض من تحقيقها الحصول على الجودة في العمل. وقال الشبانات، خلال محاضرة نظمتها غرفة الرياض وبالتعاون مع الهيئة تختص بشرح كيفية تطبيق نظام الجودة الآيزو 9001 على المنشآت الصغيرة والمتوسطة أمس الأول، إن السبب الرئيسي في عدم حصول الكثير من المنشآت على شهادات الآيزو 9001 غياب ثقافة الجودة فيها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن آخر الإحصاءات نشرت على موقع المنظمة العالمية «آيزو» بينت أن عدد المنشآت التي حازت على شهادات الجودة في الإدارة في الدول العربية إجمالا لا تتعدى 13 ألف منشأة، على العكس من بعض الدول كماليزيا مثلا والتي تجاوزت فيها عدد المنشآت ال 14 ألفا، مرجعا سبب تقدم تلك الدول هو التزامها بمفهوم الجودة. وأضاف إن هناك اتجاها كبيرا من قبل منشآت القطاع الخاص في المملكة في الحصول على شهادات الآيزو، لكن المشكلة تكمن في عدم التطبيق الناجح للمعايير التي تخولها ذلك، إذ إن كثيرا من المنشآت تتعاقد مع استشاريين وتدرب موظفيها لتحقيق الجودة لكن كثيرا منها يفشل في التطبيق. وألمح الشبانات إلى افتقاد الهيئة إلى الكوادر الفنية المتخصصة في مجال الجودة وهو ما يعيق عملها في هذا الجانب، قائلا «لا يوجد لدينا إمكانيات نحن مواصفات ومختبرات وضبط جودة، في حين نجد المواصفات فقط في بريطانيا مثلا فيها 20 ألف موظف، بينما عدد الموظفين في الهيئة ككل 600 موظف». وتناول الشبانات خلال المحاظرة الطرق المثلى لتطبيق أنظمة الجودة وحتى الوصول للآيزو 9001، والمراحل المطلوب عملها وحتى الوصول لتطبيق نظام إدارة الجودة. فمن المعلوم أن من وسائل رقي المنشأة واحترافيتها سعيها لتوافر خصائص وصفات في المنتج أو الخدمة التي تقدمها وتكون قادرة على الوفاء باحتياجات العميل بما يتوافق مع تطلعاته، لذا من الأهمية أن تسير المنشآت بصورة تتماشى مع عناصر الوصول للمنتج أو الخدمة المجودة. وتأتي هذه المحاضرة في إطار التعاون والتنسيق بما يحقق نشر التوعية تجاه أنظمة وتطبيقات الجودة ودورها في تطوير أداء أعمال المنشآت وقدرتها على النماء والمنافسة.