ما بين تذاكر سفر «داخلية» مبالغ فيها ورحلات داخلية ودولية غير منتظمة في مطاراتها وتزاحم ليس له ما يبرره في مكاتبها وطائرات متهالكة لم تعد آمنة على أرواح راكبيها وحجوزات صعبة بل ومستحيلة ووجبات غذائية -كثر الجدل حولها بين نفي وتأكيد- أصبحت الخطوط السعودية مصدر قلق لمن يفكر باختيار إحدى طائراتها المتهالكة للسفر رغم قلة حوادثها -بفضل الله- وهي ما يجعل الراكب يطمئن قليلاً خاصة بعد أن يستمع إلى دعاء السفر - وهي الميزة الوحيدة التي تشكر عليها - لكن ذلك المسافر أو الراكب لن يتفاجأ بعد إقلاع الطائرة بوقت قصير بجملة «خلل فني» التي أصبحت مألوفة له كما لن يضيق ذرعاً بأي «هبوط اضطراري» بل سيسأل من بجواره عن ذلك الشعار الجميل -الغائب فعلاً والحاضر قولاً- والذي اعتادت آذاننا على سماعه «نعتز بخدمتكم» لكنه لن يجد إجابة شافية لأن من بجواره لن يكون بأحسن حالاً منه فكلاهما مكره لا بطل وكلاهما لم يجد بداً من اختيار السفر على الخطوط السعودية ليس لأنها ناقل «وطني» بل لأنها ناقل «وحيد» فالخطوط السعودية بحاجة للتدوير والتطوير وإعادة الهيكلة لتواكب العصر إذ ليس من المعقول أن يتزاحم الناس في مطاراتنا للحصول على مقعد شاغر بينما يكتشف الركاب وجود مقاعد شاغرة عند إقلاع الطائرة . كما أن تأخر الرحلات لساعات طوال دون تأمين سكن أو حتى تغذية للركاب المتأخرين رغماً عنهم والمنتظرين في المطار أصبح علامة مسجلة وحصرية لخطوطنا السعودية التي تراجع تصنيفها بعد أن تركت الصدارة خلف ظهرها لدول أقل منا إنفاقاً حكومياً على قطاع الطيران لدرجة أنها بدأت تهتم بمنطقة على حساب منطقة. ففي المناطق الصغيرة تبقى الرحلات قليلة جداً رغم كثرة من يريدون السفر بينما في المناطق الكبيرة توجد عشرات الرحلات يومياً المهم ألا يشتكي أهل المناطق الكبيرة من التقصير بينما أهل مناطق الظل «لا بواكي لهم» إن صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله بن محمد آل سعود رئيسا للهيئة العامة للطيران المدني بمرتبة وزير في هذا الوقت الحرج في حياة الخطوط السعودية يعتبر اختياراً موفقاً إذ يعرف عنه انضباطه واهتمامه مذ كان مساعداً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني لسنوات طوال كان خلالها مخلصاً لدينه ثم مليكه ووطنه وهو ما يجعلنا متفائلين بأنه سيصل بالخطوط السعودية نحو بر الأمان خاصة وأنه يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه والموكلة له من قبل ولي الأمر - يحفظه الله - إذ دقَّ صدره بكل ثقة «أنا لها» ونحن ننتظر تدخله العاجل والفوري لحل مشاكل الخطوط السعودية والتي «هرمت» وبانت تجاعيدها تظهر للعيان وانكشفت سوأتها التي لن يواريها إلا الحزم والشدة والأخذ على يد المقصر والمتهاون والمتخاذل لتعود لوضعها الطبيعي في مقدمة الخطوط العالمية . فكما أن قيادتنا الحكيمة تنفق وبسخاء للارتقاء بالوطن والمواطن ولم تأل جهداً ولم تدخر وسعاً في سبيل ذلك فعلى المسؤولين في الخطوط السعودية تحقيق تطلعات وطموحات ولي الأمر أو ترك المجال لمن يستطيع ذلك حتى نحافظ على ماء وجه «أسطولنا الجوي» قبل أن تتقدم علينا دول فقيرة كانت ولا زالت تعتمد في ميزانياتها على ما تقدمه لهم المملكة من مساعدات وقروض بدون فوائد وعندها سنندم حتماً لكن ولاة ساعة مندم «وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله».. والله يتولى الصالحين.