يقال في حال عدم لملمة الأمور أو تضارب الأفكار وعدم الاتفاق على الآراء (أن الطاسة ضايعة) وحسب فهمي أن شكل جمجمة الرأس أقرب إلى وصفه بالطاسة وصولا إلى ما يحويه من عقل وهو بيت القصيد مع قناعتي التامة بكل ما وصف به هذا المثل وروي عنه من قصص، لأعود بها جميعا لما أعنيه ويلتقي مع ما سبق من معنى. فقد ضاعت طاسة واقع مجالنا التشكيلي وأصبح في دوامة من الفوضى وجد فيه البعض مطية لتحقيق شهرة (من غير الفنانين) من خلال تنظيم وإعداد معارض لا علم للجهات الرسمية بها، وجدت هذه النوعية من المستغلين، اندفاع التشكيليين الشباب (من الجنسين) بدعوتهم لإقامة معارض جماعية مقابل مبالغ.. مبالغا فيها،يتم عرض مثل تلك المعارض في أسواق تجارية أو صالات مغمورة لا يتجاوز عرضها أياما محدودة، لم تمر تلك المعارض على ما يجب أن تمر به من موافقة رسمية أو إجازة للأعمال التي تقوم عليها وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وأقر لها لجنة مختصة (تقوم مقام المرشح) في جانب المستوى الفني لما يمكن عرضه في مثل هذه المعارض ومع ذلك لم يكلف أولئك القائمين على تنظيم تلك المعارض بالرجوع لتلك اللجنة فأصبحوا يقدمون معارض هزيلة بأعمال لا ترتقي إلى الرقي بالذائقة،، تولد مشوهه في المضمون متواضعة في التنفيذ. السؤال الموجه لوكالة الشئون الثقافية ومنها إلى تلك اللجنة التي تحتضنها، ما هو الدور الحقيقي لها وماذا عن مثل هذه المعارض التي تنتشر في كل موقع وسوق مع ما سبق أن أقيم في بيوت ومؤسسات لا علاقة لها بهذا الفن، ومن أين تأخذ هذه الفعاليات إذن العرض، ومن هي الجهة الأخرى المعنية بمثل هذا التصرف. لقد أصبحت المعارض التي تقام بفوضوية خارج إطار صالات العرض الرسمية أو صالات القطاع الخاص أقرب إلى (مباسط) الخضار بالقرب من إشارات المرور، لا يعلم المشتري من أين تروى أو مدى خطورتها على صحته الجسدية، فكيف إذا كانت تلك المعارض تضر بصحة ذائقته الجمالية . لقد بلغ السيل الزبى وأصبحنا في حاجة ماسة لأن تقوم وكالة الشئون الثقافية بدورها المباشر مع الفن التشكيلي لا أن تضعه في دائرة تنفيذ برامجها التي تنتهي برفع التقارير. ولكم أن تتابعوا معي الجهات التي تمتطي صهوة الفن التشكيلي خارج إطاره الإداري الحقيقي، معارض من إعداد أفراد، أو من مؤسسات رسمية غير مختصة بالمجال، هويتها تشكيلية، ومعارضها أقل من أن توصف بالفن الراقي، وجدت في هذا الفن وفنانيه محترفين أو مواهب ما يجلب لهم الإعلام والكسب المادي من الرعاة ، ومعارض لصالات منحت تراخيص من بلديات أو من وزارة التجارة بعضها كالنطيحة والمتردية، أما الجانب الآخر فهو في المعارض التي تقام خارج الوطن لفئات من التشكيليين، قد تحوي مضامينها ما يسيء، تجد تعاطف وتصفيق الأعداء أكثر من المحبين. هذا كله تم إدراجه في جملة صرح بها أحد المسئولين عن الثقافة، عندما سئل عن انفلات إدارة الفعاليات الثقافية خارج إطار مرجعيته قائلا (إن الساحة مفتوحة للجميع) إجابة جميلة لكن تنفيذها خاطئ. [email protected] فنان تشكيلي