حكاية شعبية من اليابان من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال في الزَّمن القديم، وفي إحدى قرى اليابان عاش فلاح اسمه “تشانغ"، كان “تشانغ" هذا كسولاً جدًا، يمضي أوقاته في التسكع على الأرصفة أو السير في الطرقات والنَّظر إلى ما حوله. وفي أحد الأيام وبينما كان سائرًا لفت نظره جرة ملقاة على قارعة الطَّريق فاقترب منها، وعندما حملها ونظر بداخلها، تملكه العجب وعقدت لسانه الدهشة، إِذْ كان في قاعها قزمٌ لا يتجاوز طوله ثلاث بوصات. تمتم “تشانغ": ماذا أرى.. قزم؟ أجابه القزم: (نعم، واسمي تارو) خذني معك يا “تشانغ" أرجوك، سنلهو معًا يا “تشانغ" وستجني كثيرًا. ابتسم “تشانغ" وقال: (فكرة جميلة، ستكون لي تسلية رائعة أيها القزم). وانطلق “تشانغ" بالجرة نحو كوخه، وعندما وصل حمل القزم على راحته وأنزله برفق على الأرض وأشار إلى كوخه قائلاً: هذا هو بيتي يا “تارو" وآمل أن يعجبك. نظر القزم إلى الكوخ وقال: إنه جميلٌ ومريحٌ، وسنعيش منذ اليوم معًا يا “تشانغ" الطيب. وفي صباح اليوم التالي خرج “تشانغ" للنزهة كعادته وأمضى نهاره يتسكع هنا وهناك في دروب وطرقات القرية، وعندما عاد إلى كوخه آخر النهار، فوجئ بعملاق يحتل المكان، وعندما أمعن النَّظر فيه تبيّن له أنه القزم “تارو"، الذي أخرجه من الجرة وأسكنه كوخه. صاح “تشانغ" بفزع: يا إلهي!! كيف أصبحت بهذا الحجم يا “تارو"؟ ردّ “تارو": هذا سرُّ لن أبوح لك به يا “تشانغ" وعليك منذ اللَّحْظَة أن تقوم بخدمة “تارو" العملاق وتنفذ كل رغباته وكان “تارو" وهو يرفع قبضته الجبارة مهددًا فذعر “تشانغ" وقال بخوف: (حاضر.. حاضر.. سأنفذ كل ما تطلبه مني يا تارو) وقام “تشانغ" على خدمة “تارو" وتنفيذ طلباته المرهقة فكان يحضر له عصير البرتقال في الصباح والفاكهة الطازَجة عند الظهر، وخبز التنور مع الجُبْنة والزيتون في المساء ويقول له في كلِّ مرة: تفضَّل وكلْ طعامك هنيئًا أيها العملاق “تارو"، فيجيب “تارو": إنك مهذَّب ومطبع يا “تشانغ" شكرًا. وفي الصباح خرج “تشانغ" للتنزه والتسكع، وعندما عاد أبصر العملاق قد نما أكثر وأكثر حتَّى ضاق به الكوخ فصرخ “تشانغ": يا للهول، سيحطم كوخي، وهكذا أمضى “تشانغ" ليلته أمام باب كوخه دون نوم؛ بسبب الخوف وفي الصباح ذهب يتنزه في الطرقات والحقول، فأبصر جاره العجوز (تسونغ) يعمل في حقله وقد هدّه التعب، فاستنجد العجوز بجاره “تشانغ" قائلاً: ألا تساعدني في حصاد القمح يا “تشانغ"، فكر “تشانغ": ليس لديّ رغبة في العمل، لكنَّني أخجل أن أرفض طلب هذا العجوز، وهكذا راح “تشانغ" يعمل في الحقِّل بهمّة ونشاط وما أن شارفت الشَّمس على المغيب حتَّى كان قد أنجز مع جاره حصاد نصف الحقل، فقال الجار: لقد أنجزنا الكثير، شكرًا لك يا “تشانغ" على مساعدتي، قال “تشانغ": الشكر لك فأنا أشعر بسعادة كبيرة بعد عمل يوم كامل، وعندما عاد “تشانغ" إلى كوخه، كانت هناك مفاجأة في انتظاره، لقد تضاءل حجم “تارو" قليلاً، تساءل “تشانغ": ما السرُّ في ذلك يا ترى؟ وفي اليوم التالي، خرج “تشانغ" إلى الحقول، فسأله جاره العجوز “تسونغ": ألا تساعدني اليوم أيْضًا يا “تشانغ"، ردّ “تشانغ" بلى.. بلى، انتظرني، سأحضر منجلي فهو حاد جدًا وعندما عاد “تشانغ" بعد الظهر إلى كوخه فوجئ أكثر، لقد تضاءل “تارو" كثيرًا، فخاطبه: ياه، لقد تضاءلت كثيرًا يا صاحبي؟ قال “تارو": لقد خاب ظني بك، لماذا تحمل منجلك كل يوم وتمضي لمساعدة جارك؟ ألا تعرف أن عملك هذا يجعلني أتضاءل أكثر؟ وصار “تشانغ" يذهب يوميًّا إلى الحقول لمساعدة كل من يطلب المساعدة منه، وفي إحدى المرات عاد إلى كوخه فوجد “تارو" قد عاد إلى حجمه الأول فصاح به: ها.. والآن ما رأيك يا “تارو"؟ قال “تارو" متوسلاً: أرجوك يا “تشانغ" أعدني إلى جرتي وضعني على قارعة الطَّريق، أخشى أن استمرَّ الحال هكذا أن يأتي يوم أتلاشى فيه فقال “تشانغ": هذا ما سأفعله يا عزيزي!، ثمَّ تناول القزم وألقاه في الجرة قائلاً: العمل هو عدوك إذن أيها القزم.. قص “تشانغ" حكايته مع القزم على جارته العجوز “تسي" فلم تعلَّق عليها، بل ابتسمت وقالت: القزم هو الكسل ويظل قزمًا إذا لم يهتمّ أحد به، أما سكان القرية فقد صدق بعضهم حكاية “تشانغ" وشكّك بعضهم الآخر، لكن أحدًا منهم لم يفكر بالنَّظر إلى الجرة، كانوا جميعًا نشيطين ولا وقت لديهم للبحث عن الكسل. *** رسوم: 1. روان منير القمار 10 سنوات 2. هبة نضال خميس 10 سنوات 3. ندى أحمد أبو عزيز 10 سنوات 4. مي علواني محجوب 12 سنة 5. إيمان صلاح عبادة 12 سنة 6. رهف علي سليمان 10 سنوات