حذّر المدير العام لشبكة السنة النبوية وعلومها الدكتور محمد بن عدنان السمان من نسب بعض الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أي سند، أو ما يطلق عليه - الحديث الموضوع - كما عرفه أهل العلم وهو الخبر الذي اختلقه بعض الناس ونسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذبا. جاء ذلك في سياق إجابة فضيلته على سؤال ل»الجزيرة» حول واجب أهل العلم والدعاة تجاه مصيبة انتشار الأحاديث الموضوعة، حيث قال د. السمان: إن متعمد الوضع على النبي صلى الله عليه وسلم على خطر عظيم، وصاحبه متوعد بالنار،ففي الحديث المتفق عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، والله سبحانه وتعالى كما تكفل بحفظ القرآن الكريم، حيث يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) تكفل بحفظ السنة النبوية للدليل السابق، فلفظ الذكر شامل للكتاب والسنة، قال الإمام ابن القَيِّم رحمه الله: فَعُلِمَ أَنَّ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدِّينِ كُلِّهِ وَحْيٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَكُلُّ وَحْيٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُوَ ذِكْرٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ. وإن من مظاهر هذا الحفظ لسنته صلى الله عليه وسلم: ما قام به علماء الأمة وحفاظ السنة من جهد عظيم، وعمل كبير، تمثل في جمع هذه السنة النبوية وتدوينها، لقد وضع أولئك العلماء الأوائل القواعد التي ضبطت السنة رواية ودراية، فأحاطت تلك الضوابط برواة السنة ورجالها ونقلتها، فتميز نخبة منهم بالإتقان في حفظ السنة وروايتها.، وجمعها، حتى وصلت لمن بعدهم في أبهى حُلة وأتقن ضبط، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: فأقامَ اللّهُ تعالى لحفظِ السُّنَّةِ أقواماً ميَّزوا ما دخلَ فيها من الكذبِ والوهم والغلطِ، وضبطُوا ذلكَ غايةَ الضبطِ، وحفظوه أشدَّ الحفظِ»، مشيراً إلى أنه استمرارا في هذه العناية فقد حرص نخبة من أهل العلم على العناية بالتصنيف في التفريق بين الأحاديث الصحيحة وغيرها، حتى ألف جملة في أهل العلم في الأحاديث المشتهرة والموضوعة. ولفت الدكتور السمان إلى أنه في هذه الأزمنة تعددت وسائل الاتصال ونقل المعلومات وكان لهذه التقنيات قدرتها على نشر المعلومة على أوسع نطاق وفي أسرع مدة زمنية فكان ذلك الأمر إيجابيا في الإسهام في استخدام هذه التقنيات والبرامج في نشر العلم الشرعي بعامة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة خاصة لكن مع سعة تلك المعلومات وسرعة تداولها دخل فيها ما ليس منها من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة، واستغل بعض ضعاف النفوس إما بجهلهم أو قلة بضاعاتهم في العلم الشرعي هذه القنوات في بث هذه الأحاديث التي لا يصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم، واستهوت بعض الناس هذه الأحاديث لما فيها من العجائب والغرائب وبدأ يسارع في نقلها وبثها دون تثبت أو تأكد، ولا يخفى أن نقل مثل هذه الأحاديث فيه من السلبيات الشيء الكثير، بالإضافة إلى أنه من نشر الأخبار والأحاديث المكذوبة ونسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم، مع ذلك فتلك الأخبار لا تخلو من البدعة أو الخرافة أو مخالفة السنة أو غيرها، وفي الحديث الصحيح ولله الحمد غنية عن ذلك كله ففيه التشريع والوحي والهدي والهُدى والسنة. وانتهى فضيلته إلى القول: إن واجبنا جميعا أن نتواصى بالعناية بصحيح الأحاديث والابتعاد والتحذير من سقيمها وعلى أي مسلم أن يتثبت قبل أن ينقل أي حديث حتى يعرف درجته ومدى صحته ومع وجود نخبة من أهل العلم الذين يمكن استفسارهم وسؤالهم فقد توفرت ولله الحمد مواقع وجهات علمية لها عناية كبيرة بهذا الشأن ويقوم عليها جملة من أهل العلم من المختصين في السنة النبوية وعلومها من أمثال موقع الإسلام التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومواقع وبرامج شبكة السنة النبوية وعلومها، وموقع وبرامج الدرر السنية وغيرها.