انتشرت مؤخراً أحاديث ضعيفة نشرت عبر وسائل الاتصال الحديثة.. وهذه الأحاديث فيها تلبيس على الناس وقد ينخدع بها البعض. ومؤخراً صدر كتاب للدكتور عمر بن عبد الله المقبل بعنوان (انتشار الأحاديث الضعيفة عبر وسائل الاتصال الحديثة).. وجاء في الكتاب: الحديث الضعيف هو ما لم يجمع شروط الصحة والحسن المعروفة عند أهل العلم، وهو يتفاوت بتفاوت رتبه ودرجاته ومراتبه. الموضوع وهو المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال المؤلف: لا يستريب منصف أن أغلب الذين ينشرون هذه الأحاديث انما يريدون الخير ولكن كم من مريد للخير لا يصيبه ولا يوفق له. وينصح الدكتور عمر المقبل بأن يتقي المسلم ربه فيما يقوله وينسبه لأحد الناس فضلاً عن سيد الانام صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). وإذا كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين رأوه وسمعوه يتحرج بعضهم من الحديث خشية أن يخطئ في نسبة شيء إليه، وهو لم يقله، فماذا يقول من جاء بعدهم بأربعة عشر قرناً من الزمان! وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). أي إذا لم يتثبت لأنه يسمع عادة الصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب والكذب الاخبار عن الشيء على غير ما هو عليه، وان لم يتعمد لكن التعمد شرط الإثم. فالواجب الذي يمليه الشرع هو التثبت امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.