كتبت كثيرا حول رؤيتي لواقع الانتخابات الآسيوية مطالبا أن نقف عند طموح منصب نائب الرئيس حاليا ثم نقفز لعضوية الفيفا ومنصب الرئيس بنهاية ولاية الرئيس القادم والتي تصادف العام 2015م ولازلت متمسكا بها لكن الأسباب التي ساقها لي الأمير نواف بن فيصل في مكالمة جمعتنا قبل أيام بدت لي مقنعة ومنطقية لاسيما وأن وضع السعودية كدولة ثقل آسيوي كان على المحك وطوال عشرين دقيقة هي مدة المكالمة تبادلت مع سموه الكثير من الآراء وكعادته كان شفافا صريحا في أمور يمكن أن تكون قابلة للنشر وامور ليس من الضروري نشرها.. علاقتي مع الأمير نواف بن فيصل ممتدة إعلاميا وافتخر أنني لم أجامله يوما أو أكتب عنه ما لا يستحقه على الرغم من أن حالة الاحتقان الإعلامي الكروي تجعل من أي آراء مادحة تدخل في نفق المجاملات أو التزلف لكنني أثق بنفسي وتاريخي وأحترم قراء صحيفتي ولايمكن بحال من الأحوال أن أخدعهم ..!! تعامل الأمير نواف بن فيصل مع أجواء الانتخابات الآسيوية قبل انطلاقتها بعامين كاملين فتكللت جهوده بوجود ثمانية أعضاء سعوديين داخل لجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منهم اثنان يترأسان لجنتين هامتين (التسويق -الأندية المحترفة). اليوم يعود الأمير نواف كرئيس عام لرعاية الشباب بالسعودية ليمارس دوره القيادي لضمان استمرارية السعودية كمحور رئيسي تنطلق من خلاله الرؤى الخليجية والعربية ودخول مرشح سعودي بين السركال والخليفة هو لضمان وحدة عربية خليجية توافقية ولإرسال رسالة واضحة كل الوضوح لمن أراد تخطي التاريخ والجغرافيا واللعب بالنار ..!! هذا من جهة .. في المقابل ستحقق السعوية مكاسب كبيرة في حال التوافق سواء تم اختيار المدلج أو غيره فهي متمسكة بالكثير من حقوقها المستقبلية ومحور هويتها .. توافقا.. مكاسبا.. تأثيرا ..تغييرا .. درسا..!! هناك من عاتب الأمير نواف كرئيس للاتحاد العربي لتقاعسه عن الدعوة لاجتماع عربي بالرياض للتوافق العربي للاستحقاق الانتخابي الآسيوي القادم.. كان الأمير نواف ذكيا وحكيما بعدم دعوته لأعضاء الاتحاد العربي (الآسيويين) فسيحسب عليه وهو رئيس لكل العرب أن دعوته جاءت بعد دخول طرف سعودي كمرشح توافقي والاجتماع سيكون للضغط لترشيحه .. ترك الأمير نواف الأمر لاتحاد غرب آسيا مواصلا تفاعله ومحادثاته وتفاهماته كرئيس لرعاية الشباب بالسعودية ليثبت أنه جدير بقيادة الرياضة العربية وهو الرجل الذي لم يستغل منصبه ولامكانة دولته لاستغلال الاتحاد المؤتمن عليه وسيكتب له التاريخ تلك الخطوة بمداد من ذهب .. جميل جدا أن تتصارع الدول الخليجية انتخابيا ففي مثل تلك المواقف نتعلم دروسا كثيرة للمستقبل وعلينا أن نحترم رغبات الآخرين وطموحاتهم وأن ندرك حقيقة مايدور خلف الأبواب وأمام الطاولات وبين السطور والكلمات ففي النهاية هي لعبة وفن انتخابي لايفوز بمكاسبه سوى شخصين .. الفاسد المرتشي أو الذكي الحكيم ...!! قبل الطبع : الدبلوماسي .. رجل يستطيع أن يصمت بعدة لغات ! (أنور السادات) [email protected] @msultan444 :تويتر