يتحفني الصديق الأستاذ حماد السالمي بالعديد من مؤلفاته وخلال وجودي في الطائف للمشاركة في فعاليات سق عكاظ السادس كان اللقاء به وزيارة منتداه الأديب وإهدائي مجموعة من مؤلفاته منها السعوديون في الرسالة وعكاظ في المدونات الشعرية وعن أمثال ثقيف وحياتها وغير ذلك فهو مؤرخ الطائف حيث وثق تاريخ هذه المدينة العريقة قديماً وحديثاً وكتاب معجم الشوق الطائف حول قطر الطائف. وهذا الكتاب معجم الشوق الطائف حول قطر الطائف موسوعة شعرية في ثلاث مجلدات ولا غرو فإن الطائف يأخذ مكاناً مهماً ما بين مدن بلادنا، لتميزه بموقعه المهم وطبيعته الخلابة كما ارتبط بمكة المكرمة منذ القدم، وبرز من الطائف لفيف من العلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين، وذكره الشعر والشعراء. والشعر هو ديوان العرب كما قيل يدخل على مكارم الأخلاق وصواب الرأي، ولقد قيل: الشعر يحفظ ما أودى الزمان به والشعر أفخر ما ينبي عن الكرم لولا مقال زهير في قصائده ما كان يعرف جود كان في هرم وقول الآخر: ولولا خلال سنها الشعر ما درى بناة المعالي كيف تبنى المكارم فلا عجب أن تبارى الشعراء والرواة والأدباء في حفظ الشعر وتنافسوا على تأليف المصنفات التي تتناول طبقات الشعراء وتسجيل عيون الشعر العربي في شتى فنونه وأغراضه كابن سلام وابن قتيبة والأصمعي والثعالبي وعشرات غيرهم، فهو عماد أهل اللغة في معاجمهم، حيث إن الشاهد اللغوي إذا أطلق يتصرف إلى شواهد الشعر العربي، ولاشك أن معجم (الشوق الطائف حول قطر الطائف) تأليف الأستاذ حماد السالمي هو امتداد واحتفاء واضح بالشعر والشعراء، وما قالوه من قصائد حول الطائف وهو أول عمل موسوعي يقوم على جمع ما قيل في إحدى مدننا الزاهية، وضم مختارات وتراجم لمجموعات من الشعراء، جمع بين الأدب والتاريخ. إنه عمل يستحق الشكر والتقدير، حيث اكتمل بهذه الصورة. وقد بذل المؤلف طاقة كبيرة في جمع شتات الشعر الذي قيل في الطائف، ونقب في الآثار المتعددة من مصادر ومراجع عن كلمة الطائف وما ورد فيها من شعر ونثر، واستقصى معالم الطائف التاريخية التي يرد ذكرها في الشعر دائماً قديماً وحديثاً مثل: (وادي وج، والمثناة، ولية، وغدير البنات، والردف، وعكاظ، والشفا، والهدى، وكرا).. فهذا المعجم جمع قصائد جميلة مؤثرة بديعة، فأصبح متعة فكرية فنية، حيث تغنى الشعراء بالطائف ومعالمه واحتوى المعجم على آلاف الأبيات أبرزها المؤلف بصورة جميلة. إنه عمل يستحق التقدير، وجهد أدبي في بناء صرح الثقافة وعمل رائد في تاريخ الشعر وحصره وما احتواه من معلومات عن الطائف.. فحيا الله كل عمل فكري مستنير.