عبَّرت حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي عن رفضها إعلان رئيس الوزراء ليلة أول أمس عن نيته تشكيل حكومة لتسيير شؤون الدولة إلى حين موعد الانتخابات، مما أدخل المزيد من البلبلة على المشهد السياسي المتداخل منذ الأربعاء في انتظار أن تنتهي المفاوضات بشأن التشكيل الوزاري المرتقب. ورأى المراقبون في هذا القرار إعلان معركة إيذاناً ببداية معركة حقيقية بين الجبالي وحزبه، فيما أكد محللون سياسيون أن الظرف لا يحتمل المزيد من الانقسام معتبرين أن قرار الجبالي كان جد صائب ويُمكن أن يُمثّل طوق نجاة لتونس ما لم يتم تصعيد الموقف. وكان قيادي بارز في حركة النهضة التونسية أكد رفض الحركة لخطة رئيس الحكومة الجبالي بتشكيل حكومة غير سياسية، مشيراً إلى أن الجبالي تسرَّع في قراره. وأضاف: نحن نعتقد أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية وسنواصل مناقشات مع أحزاب حول مستقبل الحكومة المقبلة. ويرى البعض أن من شأن هذا الرفض أن يقسم الحزب الأكبر في تونس ويدخله في أزمة حادة. أما فيما يتعلق بمواقف الحزبين الآخرين المشاركين في الائتلاف فقد أبدى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة محمد عبّو تحفظاً على اقتراح الجبالي في حين أن الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات محمد بالنور أعلن أن حزبه مع تشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة في انتظار الإعلان عن المواقف عبر بيانات رسمية. ولا يزال الشارع التونسي في انتظار تمسك أو إلغاء الجبهة الشعبية لقرارها الدعوة إلى إضراب عام اليوم الجمعة وهو موعد إقامة جنازة الفقيد وفق ما أعلنه شقيق المرحوم شكري بلعيد الذي خضعت جثته إلى التشريح الطبي في إطار القضية كما يتطلبه السير الطبيعي للقضية.هذا وقد اندلعت مواجهات عنيفة الخميس في مركز ولاية قفصة بين الشرطة ومئات من المتظاهرين نظموا جنازة رمزية للمعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل أمس بالرصاص أمام منزله في العاصمة تونس. وبدأت المواجهات عندما رشق أحد المتظاهرين الشرطة بزجاجة حارقة فردت بإطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع قابله المحتجون برشقها بالحجارة. ودعت إلى الجنازة الرمزية منظمات مجتمع مدني وائتلاف الجبهة الشعبية الذي كان بلعيد عضواً فيه. وتوقف المشاركون في الجنازة أمام مقر الولاية قبل أن يلقي أحدهم زجاجة حارقة على الشرطة التي كانت تحرس المقر. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. هذا وتواصلت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في شوارع المدينة.