اندلعت مواجهات عنيفة امس في مركز ولاية قفصة (جنوب غرب) بين الشرطة ومئات من المتظاهرين نظموا جنازة رمزية للمعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل امس بالرصاص امام منزله في العاصمة تونس . وبدات المواجهات عندما رشق احد المتظاهرين الشرطة بزجاجة حارقة، فردت باطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع قابله المحتجون برشقها بالحجارة. ودعت الى الجنازة الرمزية منظمات مجتمع مدني وائتلاف "الجبهة الشعبية" (يسار) الذي كان بلعيد عضواً فيه. وتوقف المشاركون في الجنازة امام مقر الولاية قبل ان يلقي احدهم زجاجة حارقة على الشرطة التي كانت تحرس المقر. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وتتواصل المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في شوارع المدينة. وفي خطوة استباقية لامتصاص الغضب الشعبي إثر اغتيال الزعيم السياسي المعارض شكري بلعيد قرر حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية المؤقتة تشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة لا تنتمي إلى أي حزب من الأحزاب تعمل من أجل الوطن وتسير شؤون الدولة والبلاد إلى حين إجراء انتخابات سريعة .. وقال الجبالي إنه لم يستشر في قراره هذا لا أحزابا حاكمة ولا أحزابا معارضة.. وإنما استشار ضميره فقط .. وأوضح الجبالي في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية أن حكومة التكنوقراط التي يقترحها ستشمل كل الوزارات بما فيها الوزارات السيادية على أن تلتزم بالحياد عن كل الأحزاب وتعمل من أجل الخروج بالبلاد من الوضعية الاستثنائية والوصول إلى انتخابات سريعة وشفافة ونزيهة.. وأضاف أن أعضاء هذه الحكومة بمن فيهم رئيسها لن يتقدموا إلى الانتخابات المقبلة قائلا "إنه بإمكان الأحزاب السياسية أن تذهب إلى التباري الانتخابي مطمئنة" ودعا الجبالي المجلس التأسيسي والأحزاب السياسية والمنظمات والإعلام إلى تزكية هذه الحكومة ودعمها قائلا إنه "بإمكانها أن تفتح أبواب الأمل أمام الشعب وتحقق ما أمكن من برامج التنمية ومقاومة غلاء المعيشة وتحقيق الأمن والتشغيل كما دعا عامة الشعب إلى التوقف عن المطالب وقطع الطرق والاعتصامات والمظاهرات أشهرا قليلة من أجل تونس مستحثا المجلس الوطني التأسيسي بأعضائه ومكتبه ورئيسه على تحديد تاريخ واضح وجلي وفي أقرب الآجال للانتخابات القادمة.. قرار الجبالي تشكيل حكومة جديدة أثار ردود فعل متباينة كان أكثرها رافضا لهذا الإجراء الذي جاء حسب المعارضة اعترافا بفشل الحكومة الحالية التي تديرها " حركة النهضة " وأكدت مختلف الفعاليات السياسية أن الوضع المتأزم حاليا في البلاد يستوجب اسقاط الحكومة برئيسها الحالي - وهو المطلب الشعبي الذي نادت به كل التظاهرات الشعبية العارمة التي جابت مختلف شوارع المدن التونسية - وتشكيل حكومة أطرافها مستقلة لتسيير شؤون البلاد لحد اجراء انتخابات جديدة بعد استكمال الدستور. وقال الباجي قايد السبسي رئيس الحكومة الانتقالية السابقة ورئيس حركة نداء تونس إن الحكومة الحالية والمجلس الوطني التأسيسي انتهى دورهما ويجب حلّهما بصفة نهائية.. مؤكدا أن الحكومة لم تعد مؤهلة لتسيير شؤون البلاد وكذلك الشأن بالنسبة للمجلس الوطني التأسيسي الذي لايمكن تواصل أشغاله بالنظر إلى مصلحة تونس وأمنها واستقرارها.. كما اعتبر رجل القانون الصادق بالعيد أن ما ذهب اليه رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي هو انقلاب على الشرعية ولايحق له تغيير كل أعضاء الحكومة بل عليه أن يتقدم باستقالة الحكومة لرئيس الدولة الذي يتولى تعيين حكومة جديدة .