السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد اطلعت على مقال الأستاذ محمد آل الشيخ ، بتاريخ 24-2-1424 ه بعنوان (لماذا لا تقولون ما يفهم) وقد أجاد وأفاد، وفي ما كتبه الدكتور علي الحماد. تعليقاً على هذا المقال في العدد 14723 ما فيه الكفاية، فمخاطبة جمهور يتألف من شرائح مختلفة وثقافات متفاوتة يتطلب الحديث بأسلوب يستوعبه الجميع.. أما الجانب الذي أحب طرحه بهذه المناسبة فهو أين وزارة الشؤون الإسلامية عن مراقبة خطب الجمع وهي المسئولة عنها..؟ والتي أصبح بعضها منابر للشحن الطائفي من كل الأطراف والمذاهب من اللمز والسباب، والدعاء على بعضها.. وهذا لن يثير غير الضغائن والأحقاد ، وإضرام نيران الفتنة من خلل الرماد، وأين هي من اعتداء الكثير من الخطباء في الدعاء فهم يدعون بالجملة على المسالم والمحارب والعدو والصديق مثل قولهم (اللهم أهلك النصارى ومن ناصرهم واليهود ومن هاودهم..إلخ) والنصارى فيهم شعوب ودول صديقة ولم يصدر منها عداوة للمسلمين ، واليهود منهم من هو ضد قيام دولة إسرائيل وعدوانها.. والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه {لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} 8 الممتحنة.. إننا بهذا الأسلوب ندفع الدول والشعوب الأخرى إلى عداوتنا وإلى أخذ الحذر منا ما دام هذا هو منطقنا وهدفنا ، وبذلك نقوي أعداءنا بدلاً من العمل على إضعافهم واستقطاب الآخرين من حولهم.. هذا ما أحببت لفت أنظار المسئولين إليه. لأن المستمعين مهما كانت درجة علمهم ووعيهم لا يستطيعون أن يعقبوا على الخطيب كما كانت عليه الحال في الصدر الأول من الإسلام، عندما حاورت الخثعمية المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بعد خطبة الوداع، وعندما قامت تلك المرأة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب على المنبر وبينت له خطأه فشكرها..! نقطة أخيرة أحب التنويه عنها وهي رجاؤنا من بعض أئمة الجمع أن يبتعدوا عن بعض الحكايات القديمة الغير ثابتة، وخاصة في ملاحم المهدي والدجال.. وعن بعض الدعاء القديم. كالدعاء للمجاهدين بأن يسدد الله سهامهم ورماحهم، ويشحذ سيوفهم.. فنحن في عصر سابقات الصوت وصواريخ كروز، وبي اثنين وثمانين.. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. حمود بن عبد العزيز المزيني - المجمعة