احتضنت مشكاة الرياض المعرض الشخصي (12) للفنان عبدالله إدريس القادم من جدة بروح محملة بكل جمال؛ بالأصالة والمعاصرة معاً، المستمع لحديث هذا الفنان عن نفسه يدرك أنه يتحدث عن أعمال ليترك للمستمع أن يفهمه من خلالها وليس العكس، رمز الجمل الذي احتل مكانة الصدارة في أعماله كان قريباً إلى النفس محبباً رغم ضخامته ودقة أرجله بالمقابل لكنه بحق ظهر بشكل مميز، المعالجة الشكلية المتعددة فيه جعلت له قيمة عميقة تشدك بقوة نحو العمل الفني، سطح اللوحة هو المضمار الذي يجيد فيه إدريس معالجة عناصرة البسيطة لتتحول إلى فلسفة خاصة لها قيمتها الجمالية المنبثقة من قيمتها الفكرية بمعالجات تقنية فريدة من نوعها، كنت قد أشرت لمشكاة في سياق سابق، واليوم أجد أن هذه القاعة بدأت تؤدي دورها باقتدار وما معرض إدريس إلا أول الغيث الذي أنا متفائلة بالقادم الذي سيكون أجمل بإذن الله ثم بتعزيز العلاقات التبادلية بين فناني الرياضوجده وهذا شيء مهم، من وجهة نظري أعتقد أن مزج الفعاليات الفنية بين مناطق المملكة هو من أهم العوامل الإيجابية في إثراء الحراك التشكيلي ليكون أكثر فاعلية. بالعام الماضي أقام فهد الحجيلان معرضه في قاعة الفن النقي بالرياض والآن يقيم إدريس معرضه في المشكاة، ننتظر المزيد من المعارض في الرياض باستقطاب من هم خارجها، كانت زيارة الطالبات من جامعة الأميرة نورة لهذا المعرض تجربة عززت لديهن معنى الفنان المتجرد من الأنا منصفاً لنفسه وأعماله واضحاً معها وبالتالي كان سهلاً وصول المضامين لهن من خلال الحوار والمناقشة الثرية التي لم تنته حتى آخر لحظة مغادرتهن من القاعة التي تجولن فيها مستفيدات مما حوته من مقتنيات أخرى وخرجن على أمل بالمزيد من المعارض. [email protected]