قال المبعوث الدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه لا يرى دوراً لبشار الأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في البلاد حسب خطة سلام اتفقت عليها القوى الكبرى العام الماضي. وفي واحد من أوضح تصريحاته عن المستقبل الذي يتوقعه للأسد قال الإبراهيمي إن الأسد بكل تأكيد لن يكون عضواً في هذه الحكومة. وأكد الإبراهيمي رأيه بأن خطة السلام التي أُقرت في جنيف العام الماضي، ما زالت أساس الحل للصراع في سوريا. وقال المبعوث الدولي إنه سيتوجه إلى جنيف الخميس للمشاركة في اجتماع مقرر مع نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف لبحث سبل تنفيذ إعلان جنيف الذي اتفقت عليه القوى الكبرى في 30 من يونيو الماضي، ودعا لتشكيل إدارة انتقالية كمخرج من الحرب الأهلية في سوريا. هذا وقد انتقد الإبراهيمي في مقابلة كلمة ألقاها الأسد يوم الأحد. وقد لاقت تصريحات الإبراهيمي ترحيباً من المعارضة الغاضبة منذ فترة طويلة من رفض الوسيط الدولي اتخاذ موقف صارم فيما يتعلق باستبعاد أي دور مستقبلي للأسد. وقال ممثل الائتلاف السوري المعارض في بريطانيا وليد سفور إن تصريح الإبراهيمي طال انتظاره، لأنه لم ينتقد الأسد من قبل.. وتابع: لكن الآن بعدما يئس عقب كلمة الأسد يوم الأحد ليس لديه بديل آخر سوى أن يقول للعالم إن حكمه حكم عائلي، ويكفي أكثر من 40 عاماً. وقالت متحدثة أمريكية تعقيباً على تصريحات الإبراهيمي: من الواضح استناداً إلى ما كنا نسمع منه أننا لم نندهش، إنه كان مستعدا أن يقول ذلك علانية، وأضاف أن الأسد أبلغه أنه يريد الترشح. هذا وقد أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الأسد أكد استعداده لبدء حوار فيما بين السوريين وإصلاح البلاد على أساس السيادة السورية. وتبحث الدول الغربية عن إشارات على تقليص موسكو دعمها للأسد على أمل أن يطيح ذلك به من السلطة في آخر الأمر، وقالت وكالة الأنباء السورية إن خطة السلام الجديدة التي طرحها الأسد أرسلت إلى الأممالمتحدة وإنها تتماشى مع خطة السلام التي قدمها الإبراهيمي.. ولم تعلق دمشق على الفور على تصريحات الإبراهيمي. ميدانياً، لم يهدأ القتال على الأرض برغم الأمطار التي تهطل منذ أربعة أيام، وكذلك الرياح وتساقط الثلوج وهو ما قال عنه مسؤولون إنها أسوأ عاصفة شتوية منذ 20 عاماً. وأحرز الجيش الحر تقدماً جديداً بالسيطرة على قاعدة جوية في تفتناز في شمال البلاد وبعد ستة أشهر من التقدم يسيطر مقاتلو المعارضة السورية حالياً على قطاعات عريضة من شمال وشرق سوريا ومعظم المعابر الحدودية مع تركيا وضواحي حول العاصمة دمشق.. لكن حكومة الأسد ما زالت متمركزة في العاصمة وزادت الأحوال الجوية السيئة القلق على 600 ألف لاجئ فروا إلى دول مجاورة وعلى النازحين داخل سوريا والمدنيين خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، حيث يزداد شح الوقود والغذاء. ويقول نشطاء المعارضة إن عشرات الأشخاص قتلوا بسبب العاصفة في سوريا.. وأودى سوء الأحوال الجوية بحياة ما لا يقل عن 17 شخصاً في تركيا ولبنان والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وفي دمشق أفرج الجيش الحر عن 48 أسيراً إيرانياً كان يحتجزهم منذ أغسطس مقابل إطلاق الحكومة سراح أكثر من ألفي سجين.